جزائريون تاهوا وآخرون هددوا بعدم المغامرة ضد الهوليغانز و الوزير يتدخل مبعوث النصر : صالح فرطاس عاشت الجماهير الجزائرية التي كانت حاضرة أول أمس الأحد بملعب بيتر موكابا بمدينة بولوكواني كابوسا حقيقيا، ليس لأن الخضر إنهزموا بسبب سذاجة شاوشي و غزال، وإنما للحالة الهيستيرية التي عايشوها و التي كانت بمثابة كابوس حقيقي، لأن المئات من الأنصار لم يتمكنوا من العودة إلى مقر الإقامة بمجمع " هيوس إيريكا " إلا في ساعة مبكرة من فجر أمس الإثنين، و ذلك بسبب عدم توفر وسائل النقل، الأمر الذي أدى إلى تفجير موجة غضب من طرف المناصرين على مسؤولي النادي السياحي الجزائري و الديوان الوطني للسياحة، نتيجة الفوضى التي شهدتها هذه الرحلة، لتكون عواقب ذلك تأجيل إنتقال المشجعين الجزائريين إلى مدينة كاب تاون، مع تدخل وزير الشباب و الرياضة ، لأن الأنصار هددوا بمقاطعة مقابلة الجمعة المقبل تعبيرا عن سخطهم على القائمين على التنظيم. بداية الكابوس للجماهير الجزائرية في الأراضي الجنوب إفريقية، كانت مباشرة بعد نهاية اللقاء، لأن اغلب المناصرين لم يجدوا الحافلات التي كانوا قد تنقلوا على متنها في رحلة الذهاب، مما خلف حالة من الفوضى، لأن البحث عن الحافلات امتد إلى وسط مدينة بولوكواني، بعد تداول معلومات أولية عن تحويل نقطة الإنطلاق من حضيرة الملعب إلى حديقة بالمدينة، و عليه فقد تحولت الجماهير الجزائرية على جناح السرعة إلى شوارع بولوكواني للبحث عن الحافلات التي تضمن لهم العودة إلى بريتوريا، لكن قليلون هم الذين حالفهم الحظ في اللحاق بالركب، إذ بقي نحو 150 مناصر يجوبون شوارع و أزقة بولوكواني في حالة هيستيرية بحثا عن وسيلة تضمن لهم النقل، سيما و ان الليل ألقى بسدوله، و هذه المنطقة مشهورة بعصابات الظلام، و الإعتداءات الجسدية تحت طائلة التهديد، خاصة و أن ليلة السبت إلى الأحد عرفت تسجيل حادثتي إعتداء إستهدفت الجزائريين، الأولى كانت ضد أربعة صحافيين، و الثانية إستهدفت خمسة مناصرين أمام بوابة إحدى الحانات، و عليه لم يجد المناصرون الجزائريون من مخرج لهذه الوضعية الدراماتيكية سوى الإنتقال إلى مراكز الشرطة بحثا عن الأمان. مناصرون لجأوا إلى مراكز الشرطة هروبا من الإعتداءات هذا السيناريو وصفه لنا الشاب سليمان البالغ من العمر 25 سنة، و المقيم بولاية سطيف، والذي أكد لنا عندما إلتقيناه في طريق العودة بمحطة شيليبين بأنه عاش كابوسا حقيقيا، رفقة 25 جزائريا آخر، حيث انه و كما قال إتصل بأحد أصدقائه من الذين كانوا على متن إحدى الحافلات، و طلب من المشرفين على تنظيم الرحلات العودة إلى بولوكواني، كون العشرات من المناصرين الجزائريين لم يجدوا حافلات تضمن لهم العودة إلى بريتوريا، فكان ردالمنظمين بان هناك حافلات أخرى مازالت تجوب شوارع و أزقة بولوكواني لجمع المشجعين الذين تأخروا في الخروج من الملعب، و هو الرد الذي زاد من تذمرالأنصارو رفع من درجة الخوف في قلوبهم، لأن المنطقة أصبحت مخيفة و الشوارع لم تعد تشهد الحركة التي عايشها الجزائريون نهارا، فما كان عليهم سوى طلب النجدة من مصالح الأمن التي بادرت إلى الإتصال بصاحب سيارة نفعية للنقل الجماعي، و إقناعه بنقل المناصرين الجزائريين إلى بريتوريا مقابل 180 راند للشخص الواحد، لأن المهم هو مغادرة بولوكواني بأية طريقة. و قد كان من بين الأنصار الذين عايشوا هذا الكابوس سيدة في العقد الخامس من العمر ، و هي طبيبة ضمن البعثة الرسمية، و التي وجدت في فوج من الشبان الجزائريين المنقذ الذي رافقها على متن سيارة أجرة بتكلفة إجمالية جماعية فاقت عتبة 3000 راند، في الوقت الذي كانت فيه مقر إقامة الأنصار ببريتوريا قد شهدت أيضا حالة من الذعر الكبير، لأن العشرات من المرافقين لم يعودوا، و مصيرهم ظل مجهولا، و قد بلغت الأمور حد تكهرب الأجواء بين المناصرين و الطاقم المرافق الممثل للنادي السياحي الجزائري و الديوان الوطني للسياحة. 1800 راند للإفراج عن 3 مشجعين إقتحموا الميدان و قد كان من بين الأشخاص الذين تم العثور عليهم في مركز الشرطة لمدينة بولوكواني ثلاثة شبان من المناصرين الذين إقتحموا و إجتاحوا أرضية الميدان قبيل إنطلاق المقابلة ، حيث تم توقيفهم من طرف وحدات مكافحة الشغب، و إقتيادهم إلى مركز الشرطة، أين وضعوا رهن الحجز، و قد تطلب الإفراج عنهم تسديد مبلغ 600 راند عن كل مناصر، و هو المبلغ الذين جمعه الجزائريون الذين ظلوا تائهين في شوارع بولوكواني لأزيد من ثلاث ساعات من الزمن. فرانكو جزائرية تنقذ البعثة الإعلامية من كابوس حقيقي " النصر " عايشت هذه الصور الهيسترية، لأن البعثة الإعلامية عانت كثيرا في سفرية بولوكواني بسبب سوء التنظيم، على إعتبار أن الصحافيين الذين تنقلوا إلى ملعب بيتر موكابا لتغطية الحدث كانوا مرغمين على القيام بعملهم الإعلامي بعد نهاية المباراة، و ذلك بتحرير المواضيع و إرسالها إلى مقرات التحرير المركزي بالجزائر، من دون التفكير في تلك الأثناء في رحلة العودة، سيما و أن المنظمين كانوا في بادئ الأمر قد وعدوا بتخصيص حافلة لرجال الإٌعلام من أجل تمكينهم من القيام بمهامهم في أحسن الظروف، لكن هذه الوعود لم تكن سوى مجرد كلمات معسولة ذهبت أدراج الرياح، لأن الإعلاميين بقوا داخل مركز الصحافة إلى غاية الساعة الثامنة ليلا، يبحثون عن وسيلة نقل تقلهم إلى بريتوريا، فكانت الفرانكو جزائرية عائشة حواس، و هي من أعضاء لجنة الإعلام على مستوى الفيفا بمثابة المنقذ، حيث تكفلت بإحدى سيارتين نفعيتين، لضمان نقل الصحافيين من أبناء بلدها الأصلي، مع دفع كل صحفي مبلغ 250 راند، بصرف النظر عن الظروف الإستثنائية التي كانت فيها رحلة العودة. طوارئ قصوى و تهديد بعدم التنقل إلى كاب تاون وصولنا إلى إقامة هيوس إيريكا كان في حدود منتصف الليل، حيث وجدنا فوضى عارمة أمام البوابة، و المنظمون في إجتماع طارئ مع ممثلي الأنصار، و قد سارع الجميع إلى إستفسارنا حول ما إذا كان هناك جزائريون مازالوا مرميين في شوارع بولوكواني، فكان التأكيد على ان الصحافيين يشكلون آخر دفعة من الذين تأخروا في هذه المدينة غير الآمنة، و مع ذلك فقد ظلت الأجواء مكهربة، و أعترف مسؤولو الديوان الوطني للسياحة و النادي السياحي الجزائري بالتقصير في مهامهم، في الوقت الذي قرر فيه المناصرون عدم الذهاب إلى كاب تاون لمناصرة المنتخب الوطني في مباراته ضد إنجلترا، ليس لعدم الرضا بالنتيجة المسجلة في اللقاء الأول، و إنما لتفادي مغامرة غير محمودة العواقب، لأن الرحلة تمتد على مسافة 1460 كيلومتر، و الأنصار الإنجليز مشهورون بتصرفاتهم " الهوليغانية "، و هي التهديدات التي دفعت بالمنظمين إلى تأخير موعد إنطلاق الرحلات من بريتوريا إلى كاب تاون، لأنها كانت مبرمجة لصبيحة أمس الإثنين و أجلت إلى غاية ظهيرة اليوم. الفوضى و الهيستيريا التي عاشها الجزائريون في جنوب إفريقيا إستدعت تدخل وزيرالشباب و الرياضة الهاشمي جيار الذي تنقل أمس إلى إقامة هيوس إيريكا و عقد جلسة عمل مطولة مع المشرفين على تنظيم الرحلات ، و ألح على ضرورة السهر على أمن و سلامة المناصرين، و إتخاذ كافة التدابير الكفيلة بضمان تنقل الأنصار في أحسن الظروف، مع إعتماد نظام يقضي بتقسيم المشجعين حسب قطاع النشاط، و هذا من أجل تسهيل مهمة كل طرف، و عليه فقد تقرر شد الرحال من بريتوريا اليوم برا على متن الحافلات، و قضاء الليلة في دوربان، قبل مواصلة الرحلة غدا بإتجاه كاب تاون.