أبلغ الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني أعضاء المكتب السياسي رسميا بتأجيل اجتماع اللجنة المركزية للحزب الذي كان مقررا يومي 22 و23 أكتوبر الجاري إلى ما بعد المحليات، ملزما إياهم باحترام الخط السياسي للأفلان وعدم الخروج عن قيادة الحزب، وهذا بعد تنامي حالة الغضب التي اجتاحت قواعد الحزب بسبب قوائم المحليات، والتي بدأت تشكل خطرا على استمراره على رأس الحزب. تمسّك جمال ولد عباس بتأجيل اجتماع اللجنة المركزية للحزب، وابلغ أعضاء المكتب السياسي الذين اجتمعوا مساء الثلاثاء، بالقرار، قائلا إن اجتماع اللجنة سيكون رسميا بعد المحليات، ليتفادى بذلك الأمين العام كافة الاحتمالات بخصوص تنحيته من على رأس الأمانة العامة،لاسيما وان الغاضبين منه يعولون على اجتماع المركزية للتوقيع على قرار تنحيته، وحسب مصادر "الشروق"، فإن اجتماع الثلاثاء، مع القيادات الحزبية استغله ولد عباس للحديث عن لقاء المركزية، وإقناع المكتب السياسي بضرورة تأجيله، متجاهلا في نفس الوقت ارتفاع الأصوات الغاضبة التى تطالب بعقدها في الآجال المحددة قانونيا. من جهة أخرى، اتفق ولد عباس مع أعضاء مكتبه السياسي على عقد لقاء في الأسابيع المقبلة مع قيادات الآفلان لمراجعة كافة التحضيرات الخاصة بالمحليات، لاسيما وان الأوضاع الداخلية للحزب تنبئ بانفجار قريب، وهو الأمر الذي لا يخدم الآفلان الذي يريد تجاوز نكسة التشريعيات. بالمقابل، تجاهل المكتب السياسي الحديث عن موجة الاحتجاجات التي اجتاحت الحزب مؤخرا، بسبب القوائم الانتخابية، حيث لم يتطرق البيان الختامي لاجتماع المكتب السياسي إلى أي نقطة بخصوص توسع رقعة الغضب داخل هياكل الآفلان، حيث اكتفى ولد عباس بالتأكيد على أهمية التحضير الجيد لهذا الاستحقاق، مستعرضا في نفس الوقت عمل لجنة الطعون، التي مدحها ولد عباس بالرغم من الانتقادات الكبيرة التي طالت هذه الأخيرة، والتي وصلت إلى حد مطالبة إطارات الحزب ونواب سابقين مترشحين في المحليات رئيس الحزب عبد العزيز بوتفليقة، بالتدخل بعد ما تضرروا من عملية تصحيح القوائم، متهمين قيادة الحزب بانتهاك القانون. ومعلوم، أن عضو المكتب السياسي للحزب أحمد بومهدي، سبق له وأن أكد في تصريحات صحفية، عن رغبة قيادة الحزب في تأجيل اجتماع اللجنة المركزية. وقال بومهدي: "من المستحيل أن يعقد الحزب اجتماع اللجنة المركزية قبل أيام قليلة من الانتخابات المحلية"، مؤكدا "أن الحزب ملزم بتخصيص وقته للتعبئة للانتخابات المحلية من أجل ضمان نتائج جيدة".