غادر دنيانا يوم 4 أكتوبر 2017 المربي الكبير شرحبيل محمد لخضر ، المفتش العام بوزارة التربية ، الذي كان من المجموعة الأولى التي عملت في الظل ، ووضعت الأسس الأولى للتعليم بالجزائر المستقلة، حياته كانت حافلة بتعلم اللغة العربية في أهم المعاهد والجامعات بالوطن العربي. بدأ رحلته في مدرسة جمعية العلماء بمدينة القنطرة على يد معلمين أوفياء للجزائر المناضلة؛ والتقينا سنة 1947 في معهد عبد الحميد بن باديس بقسنطينة حيث زاملته حتى سنة 1951، فتوجه لجامع الزيتونة بتونس فحصل على التحصيل ، ثم كان ضمن متعوثي جمعية العلماء إلى المعاهد والجامعات بالمشرق العربي، فكان نصببه بغداد، حيث تحصل على الأجازة في اللغة العربية من معهد المعلمين الذي تخرج منه الشاعر بدر شاكر السياب، والشاعرة نازك الملائكة وأدباء عراقيون كبار. عندما تخرج من بغداد عمل كأستاذ في ثانويات الكويت، وعندما استقلت الجزائر عين سفيرا للجزائر بالأردن، لكنه رفض المنصب وقرر العودة للجزائر للعمل بها في ميدان التربية، وقد رأى البعض غرابة في أن يُرفض منصب سفير ويُستبدل بمربي في التربية، وهذا يعبر عن إخلاص الأستاذ مولود شرحبيل لمهنة المربي التي يعتز بها ويفضلها على أي منصب آخر مهما علا. كان يعتز باختيار جدّه اسم شرحبيل كإسم للعائلة لأسرته، قائلا : "نعم هو شرحبيل ابن حسنة من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، كان من قادة الجيش الذي قاده أبو عبيدة بن الجراح فاتح غور الأردن. وهو أمر رائع أن يختار فلاح من مدينة القنطرة لقب شرحبيل وهذا دليل على تشبع الجزائريين منذ القدم بتاريخ الإسلام وثقافة الإسلام والعربية". له ولدان سمّى الأول نضال وسمّى الثاني صمود إيمانا منه كمجاهد بالنضال والصمود اللذين جعل الجزائر تنتصر على أعتى استعمار عرفه التاريخ الحديث، وله ابنة سماها وفاء كما يقول وفاء لكل القيم الروحية الجميلة . مولود شرحبيل من هؤلاء المربين الذين عملوا في الظل بعيدا عن الأضواء من أجل بناء منظومة تربوية جزائرية صافية صفاء الإسلام والعربية، رحمه الله وألهم الصبر لزوجته وسنيدته المعلمة صباح، ولأبنائه نضال وصمود ووفاء، وإنا لله وإنا إليه راجعون.