مدرب منتخب المحليين عبد الحق بن شيخة يروي مدرب منتخب المحليين عبد الحق بن شيخة تفاصيل رحلة الموت في الطائرة من جوهانسبورغ إلى بولكواني.. وأشار إلى أنه أخفى الخبر عن عائلته قبل أن يتفاجأ بكم هائل من الإتصالات قادمة من الجزائر بعد أن إطلعوا على الخبر الصحيح بالقائمة الصحيحة للصحفيين. * الحمد لله على سلامتك، نريد منك أن تروي لنا المغامرة منذ بدايتها إلى أن حفظكم الله؟ * ج: شكرا لكم..الأمر كان مروعا.. كنا 12 صحفيا ومذيعا ومحلّلا، كل شيء بدأ صبيحة مباراة الجزائر وسلوفينيا، حيث كنا على موعد مع الأستوديو التحليلي للمباراة من أرض الملعب بمدينة بولكواني، وصلنا لمطار جوهانسبورغ قادمين من فندق "مونتي كازينو" حلقت بنا الطائرة "جات" تتسع ل" 16 مقعدا" على الساعة الثامنة صباحا على أمل أن نكون بمطار بولكواني في حدود العاشرة، لكن بعد ساعة من التحليق فوق سماء بولكواني إضطر قائد الطائرة لإخبارنا بأن هناك مشكل في إنزال العجلة اليُسرى بعد محاولات متكرّرة، وقال أنه سيعود لجوهانسبورغ لأن أرضية مطارها تساعد على الهبوط الإضطراري، وفي العودة بدأ الخوف يتسلل للجميع.. * * ثم ماذا حدث؟ * وصلت الطائرة لمطار جوهانسبورغ، حاول القائد مجدّدا إخراج العجلة دون فائدة، وظل محلقا في السماء لمدة 3 ساعات كان خلالها يقوم بعملية إفراغ الخزان من الوقود، وكنا نشاهد سيارات الإسعاف وشاحنات الإطفاء وعرفنا أن الموت أضحى قريبا فشهدّنا وكبّرنا في إنتظار ساعتنا.. * * وكيف كان تعامل القائد معكم؟ * قائد الطائرة كان شجاعا وقال لنا أن برودة دمنا والتحكم في أعصابنا ساعداه على التحكم في الوضع بطريقته، كما طلب منا أن ندعوا الله لأننا مسلمين وفعلنا ذلك مع إلتزامنا بالهدوء التام. * * وكيف كانت عملية الهبوط؟ * ظل القائد يصعد بالطائرة وينزل في محاولة لإنزالها بأخف الأضرار وهي العملية التي زادت من خوف الراكبين، خاصة وأن الصعود والنزول كان يتم بأمتار كبيرة والكل يعرف أن الطائرة بها عطب، فوقتها كنا لا نفكر إلا في الموت ولم نكن نظن أننا سننجو. * * وفي الأخير تمكن قائد الطائرة من إنزالها؟ * نعم..فبعد أن وصلت المسافة إلى عشرين مترا بين الطائرة والأرض أنزل القائد الطائرة مرة واحدة، وإرتطمت بالأرض ثم مالت على الجهة التي بدون عجلة ومع الإحتكاك العنيف بالأرض إندلعت النيران بالجناح الأيسر وكنا ننتظر في الإنفجار فقط، كما أن سيارات المطافئ كانت ترافقنا وتقوم بعملية إخماد النيران إلى أن توقفت الطائرة وطلب منا القائد أن ننزل بسرعة بمجرد فتح الباب وهو ما تم، إذ جرى الجميع نحو الخارج سالما والحمد لله. * * بصراحة في اللحظات التي كانت الطائرة سترتطم بالأرض ما هي المشاهد التي إستحضرتها؟ * كنت أفكر في عائلتي وأولادي فأنا رب عائلة وبدوني يضيعون، قرأت القرآن وشهدت وإستغفرت ودعوت الله والحمد لله. * * وتطمينات قائد الطائرة لم تنفع معكم؟ * بصراحة لم أثق في كلامه، قلت إنه يتعمد إطلاق تطمينات بين الفينة والأخرى حتى لا نفزع فقط، فالطائرة وسيلة نقل الأكثر ضمانا لكنها لا ترحم. * وهل سيمتطي بن شيخة الطائرة مجدّدا؟ * طبعا فالأعمار بيد الله، وكل شيء بالمكتوب ولايوجد من يموت ناقص عمر. * قيل لنا أنك الوحيد الذي صوّر هذه الرحلة الهيتشكوكية بالفيديو؟ * نعم..قمت بذلك لحظة النزول ولحظة الإرتطام بالأرض وحتى ونحن نندفع إلى الباب للهروب (يُخرج هاتفه النقال لنشاهد مقاطع فيديو مرعبة) * إذن كنت في حالة معنوية جيدة وإلا كيف صوّرت كل هذه المشاهد وأنت قريب من الموت؟ * لايوجد من يموت مرتين إلا "الخواف"، نحن جزائريين "ولابطلنا". * * وهل طمأنت العائلة مباشرة بعد الحادث أو أخفيت عليهم الأمر؟ * لم أخبرهم بكل التفاصيل قلت لهم مجرد عطب خفيف لكن "الشروق اليومي" فضحتنا ونشرت كل التفاصيل فهاتفي النقال لم يتوقف عن الرنين منذ أن نشرتم الخبر، الجزائر كلها إتصلت. * * وهل نسيت الأمر الآن وعادت الحياة مثلما كانت؟ * نعم هي مغامرة وانتهت ونجانا الله، فقط صداع الرأس لا يزال حتى أنني عدت للفندق ونمت مباشرة ولم أشاهد حتى مباراة الجزائر * وسلوفينيا.