قام عشرات الشباب من بلدية الدبداب الحدودية شمال ولاية ايليزي، صباح الثلاثاء، على غلق الطريق الوطني رقم 53، وهو المدخل الشرقي للبلدية، وذلك احتجاجا على الوضع الصحي الذي تعيشه المنطقة منذ سنوات. وقام الشباب منذ الصباح بغلق الطريق بواسطة الحجارة، مانعين بذلك السيارات من المرور من الاتجاهين، كما قاموا بتعليق لافتات، طالبوا من خلالها بتحسين الوضع الصحي، بالمؤسسة العمومية للصحة الجوارية بالدبداب، والتي وصلت فيها الأوضاع حدا لا يطاق على حد قولهم، وذلك من خلال انعدام الأخصائيين نهائيا، خاصة التخصصات المطلوبة بكثرة، مثل أمراض النساء والأطفال، بالرغم من المطالب والاحتجاجات المتكررة على هذا المطلب، بالإضافة إلى نقص الأطباء بشكل عام. كما أن نقص التجهيزات الطبية، زاد من صعوبة الوضع، مما جعلهم يقطعون مسافات طويلة بمئات الكيلومترات، من أجل إجراء فحص طبي بسيط فقط، مما أثقل كاهلهم، خاصة الأطفال وكبار السن، كما طالبوا أيضا بتحسين ظروف الأطباء، الذين مازالوا يتخبطون أمام عائق البحث عن سكنات وظيفية، أين يقيم البعض منهم في دار الضيافة الخاصة بالبلدية، حتى أن هناك طبيبة تسكن هناك، وهذا ما اعتبره المحتجون إهانة لهم، مطالبين بضرورة تخصيص حصة من السكنات الوظيفية، من أجل استقرار الأطباء، كما استغربوا بقاء سكنات خصصت لهم، في وقت سابق من دون ماء ولا كهرباء، مما اضطر العديد منهم إلى الاستقالة، وهو ما ترتب عنه دخول المستشفى في حالة هي أقرب ما يكون بالمستوصف فقط، في ظل وجود طبيبين فقط يعملان بنظام 24 ساعة/ 24 ساعة، وذلك لمدة فاقت الشهرين. وبالرغم من أن شركة فرنسية تشتغل بالمنطقة، قامت بتزويد المؤسسة ببعض التجهيزات قبل حوالي شهر، إلا أن ذلك يعتبر غير كاف، في ظل انعدام الأطباء الأخصائيين، خاصة أمراض النساء، حيث سُجل أكثر من 100 تحويل لنساء حوامل إلى مستشفى ترقي وانتيميضي بإيليزي، من أجل الولادة فقط، وهو ما يعتبر غير معقول على حد قولهم، ويأتي هذا في ظل التجميد الذي طال مشروع انجاز مستشفى 60 سريرا بالدبداب، والذي كان يأمل منه السكان إنهاء معاناتهم في الجانب الصحي، فيما أكد مصدر من مديرية الصحة، بأنه سيتم رفع التجميد عن هذا المستشفى خلال الفترة القادمة. فيما أكد الشباب المحتج على مواصلة احتجاجهم أو حتى تصعيده في حال عدم الاستجابة لمطلبهم، وهو توفير الأطباء الأخصائيين بمستشفى الدبداب.