طائرات لتحويل الحالات الاستعجالية من مختلف الجهات النائية بالجنوب تسببت الأزمة والأحداث التي تشهدها ليبيا في الفترة الأخيرة، في معاناة سكان بلدية الدبداب الحدودية مع ليبيا خاصة المرضى منهم، حيث كان هؤلاء في غياب أخصائيين بمستشفى الدبداب يتنقلون إلى غدامس الليبية على بعد 16 كلم فقط للعلاج خصوصا الحالات الاستعجالية، ويرفضون التنقل إلى غاية مستشفى عين أمناس على بعد 250 كلم أو إليزي البعيدة عن الدبداب بنحو 500 كلم. أجمع عدد من سكان بلدية الدبداب الحدودية على أن الأحداث التي تشهدها ليبيا في الفترة الأخيرة زادت من معاناتهم، بعد فرض نظام القذافي التأشيرة على الجزائريين من جهة وتردي الوضع الأمني بالمنطقة من جهة أخرى، رغم أن غدامس الليبية لم تشهد منذ بداية الأزمة أي أحداث أو انزلاقات تذكر. وكان المرضى من الدبداب خصوصا ذوي الحالات الاستعجالية، يحبذون التنقل إلى غدامس الليبية التي لا تبعد سوى ب16 كلم فقط للعلاج في مستشفى المدينة الذي يتوفر على كل الإمكانات اللازمة، ورفض التنقل إلى غاية مستشفى إليزي الذي يبعد عن الدبداب بنحو 500 كلم. ويرجع سكان المنطقة سبب تنقلهم إلى غدامس لعدم توفر المؤسسة الاستشفائية للدبداب على أخصائيين سواء في مجال الجراحة أو الولادة وغيرها، ما يدفعهم إلى التنقل بإمكاناتهم الخاصة إلى مستشفى غدامس. وللحصول على تفسيرات عن المشكلة، اقتربت ''الخبر'' من إدارة المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بالدبداب، حيث نفى مدير المؤسسة الاستشفائية ما يتم تداوله بالقول إن المرضى يرفضون التكفل بهم ونقلهم إلى مستشفى إليزي خصوصا الحالات الطارئة والمعقدة التي تتطلب الجراحة والعمليات القيصرية بالنسبة للحوامل، ما يدفعهم إلى التنقل والعلاج بصورة إرادية في مستشفى غدامس الليبية. واعترف المدير بعدم توفر أخصائيين في المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بالدبداب، رغم الطلبات المتكررة للسلطات المعنية باستثناء مرور طبيبين أخصائيين في الولادة على المستشفى في موسم 2008 2009 لأداء الخدمة المدنية، ومنذ ذلك الحين لم يأت أي طبيب أخصائي للمؤسسة الاستشفائية. كما كشف مدير المؤسسة الصحية أن اتفاقية سيتم التوقيع عليها في الأيام القادمة بين وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات وأحد متعاملي النقل الجوي، لتحويل المرضى ذوي الحالات الطارئة والمعقدة جوا من المناطق البعيدة والنائية بالجنوب الكبير.