أصدرت جامعة هارفارد الأمريكية تقييما جديدا يتضمن اختيار الدكتور عبد القادر محمدي في قائمة الباحثين العشرة المؤثرين عالميا في أبحاث سكانير الصدر، وهو التتويج الذي يضاف إلى ابن الجلفة الذي سبق له أن نال العام الماضي الجائزة الطبية الأولى في أمريكا، في مجال الكشف بجهاز "الآ- ر- م" في أمراض المخ والأعصاب، ما يطرح الكثير من التساؤلات حول بروز كفاءات جزائرية في أوروبا وأمريكا ومعاناتها داخل الوطن. صنّفت الجمعية العلمية الأمريكية لراديولوجي الصدر الدكتور الجزائري عبد القادر محمدي من بين الباحثين العشرة الأكثر تأثيرا عالميا، وذلك بعد العمل الذي قدّمه بمعية طاقمه من الباحثين بقسم الراديولوجي بجامعة جون هبكينس، استغرق تقييمه 3 سنوات من الاحصاء والمتابعة والتمحيص، حيث صبّ بحثه في قضية ابتكار منهج هندسي لقياس ضغط الدم بأوعية الدم الرئوية، في إطار الكشف عن مرض ضغط الدم الرئوي. وقد جاء هذا الخبر موضوعا لكلمة العدد الجديد من مجلة -إنسبيراسيون- الناطقة باسم الجمعية، والتي يقوم بتحريرها البروفيسور فيليب بوازال من جامعة هارفارد، وهو أيضا خبير بهيئة رصد وتقييم "عامل التأثير" في ميدان البحث العلمي. وحسب السيد عيسى محمدي، والد الباحث الجزائري عبد القادر محمدي، فإن هناك لجنة رصد خبيرة تقوم بتتبع أثر كل عمل وافد من جامعة باحثة من داخل أمريكا أو من خارجها، شرط أن يحظى بقبول هيئة الترشيح بالنشر في إحدى المجلات العلمية المتخصصة، أما إحصاء تأثير العمل على الباحثين فيتم خلال ثلاث سنوات من المتابعة، وفق معيار كمي، وهو إحصاء عدد البحوث التي اعتمدت عليها كمصدر، سندا واعتمادا، أو توظيف معلوماته من باب الإيحاء في بيبلوغرافيا أعمال المهتمين، ليتم في الأخير ترتيب جميع البحوث الفاعلة، ثم يتم انتقاء الأعمال العشرة الأولى في قائمة "عوامل التأثير" التي تنشر في المجلات المتخصصة. وحقق الباحث الجزائري عبد القادر محمدي هذا الإنجاز النوعي، بالموازاة مع التحصيل في تخصص الطب النووي بجامعة هبكنز، وتخصص الكشف الراديولوجي العام "فولوشيب" في النورو - راديو لوجي بكليفلاند، وهي الإنجازات التي جعلت الدكتور عبد القادر محمدي يتلقى عروضا متعددة من جامعات شهيرة، حيث اختار مؤخرا الالتحاق بجامعة كليفلاند خلال موسم 2017-2018، في منصب أستاذ مساعد، على أن ينتسب لجامعة هارفارد خلال الموسم المقبل 2018-2019 كباحث في برنامج في التصوير الراديولوجي للسرطان. وفي حديثه ل"الشروق"، يأمل السيد عيسى محمدي أن يكون تتويج ابنه عبد القادر بمثل هذه المراتب والاستحقاقات في مجال الطب والبحث العلمي محفزا لجميع كفاءات وشبان الجزائر، مضيفا بأن القصد منه دائما هو الإيحاء بمسالك للشباب، ورفع التحدي في كل الظروف، بدليل أن ابنه الدكتور الباحث عبد القادر محمدي يعد ابن المدرسة الجزائرية، حاصل على بكالوريا رياضيات، ونال الدكتوراه في الطب من جامعة الجزائر قبل أن يسافر إلى لندن لتحضير مسابقة التأهيل للتخصصات الطبية بالولايات المتحدة، ليلتحق بقسم الراديولوجي بجامعة هوبكنز بمدينة بالتيمور، حيث تتلمذ على يدي البروفيسور البيداغوجي الشهير ستانلي سيغلمان. ومعلوم أن الباحث عبد القادر محمدي، هو ابن الدكتور عيسى محمدي الذي يعد مؤسس أول مركز خاص في الجزائر لتكوين الأطباء في مجال الوخز بالإبر الصينية، والعلاج بالأعشاب الطبية بإشراف بيداغوجي رسمي من جامعة السوربون (جامعة باريس13)، حيث يقع في مقره في مدينة الجزائر الوسطى. كما أن والد الباحث عبد القادر محمدي معروف في الوسط الأدبي كمثقف وشاعر وكاتب من عائلة معروفة في البيرين، أما والدته التي توفيت نهاية التسعينيات، فقد اشتغلت طيلة مسارها المهني طبيبة أسنان، ومعروفة بمساعداتها الإنسانية للفقراء والمحتاجين.