نفى الكاتب الحبيب السايح أنّه يكتب الرواية التاريخية ولكن لديه مشكلة مع التاريخ فيود قوله عبر نصوص روائية لكونه دخل في صدامات مع هذا اللون الكتابي بسبب عديد العوامل والظروف، كما أنّه من حقه الكتابة في التاريخ باعتباره حقا ولا أحد يمنعه من ذلك. وقال، السبت، الروائي الحبيب السايح خلال النقاش بموعد" منصات" إنّه لم يكتب الرواية التاريخية من خلال الأعمال التي دمها سواء "كولونيل الزبربر" أو "الموت في وهران" أو "من قتل أسعد المرّوري".. وغيرها ولكن لديه مشكلة مع التاريخ وبالتالي – حسبه - يود قوله روائيا. وأضاف السايح أنّه "دخل في صدام ويحمله في ذاته لأنّه كان طفلا وبعد الاستقلال ما يزال يحمل صورة ذاك الطفل في داخله. ولفت انه عاش تجربة المشروع كشاب في سنوات السبعينيات من القرن الماضي وناضل مع "الجماعة" في النقابة وكمتطوع أيضا في الثورة الزراعية ولكن ما وقع الإنهيار الذي أحدث في نفسه الإحباط. وعبرّ بقوله: "هذا الإحباط يسكنني ولا أحد يمنعني منه فهو حق". وفي ردّه حول أحد الأسئلة طالب صاحب "زهوة" باحترام المؤسسات التي مات من أجلها الشهداء ولكن لا يسكت عن التجاوزات باعتبار أنّ هذه المؤسسات مؤسسات بلده ويخوض ذلك كمواطن أيضا. وفي سياق أخر أوضح بخصوص التناص الذي يمكن أن يتشابه في رواياته مع روايات أخرى على ضوء العناوين مثلا "من قتل؟" أنّ الرواية هي تناص ولا توجد رواية مستقلة، ولا يوجد من يكتب من العدم ولكن على الكاتب أن يضيف التقنيات الخاصة بالكتابة. وأعطى مثالا أنّ غارسيا ماركيز بقي في مشهد سنة كاملة وهو يتشاور مع زوجته مرسيدس. وبخصوصه قال "اعتمدت تقنية الآخرين الذين سبقونا من الكتاب العالميين ولكن السؤال هو كيف أجعل هذه الرواية تنسجم مع السرد العربي وكيف أجعل العقل يقبلها ولا يخضع لها".