جدد الكاتب زين الدين بومزروق وفاءه لجنس القصة، حيث استهل النسخة الجديدة من المعرض الدولي للكتاب بمجموعة قصصية في القصة القصيرة جدا، موسومة ب"قلب مختل عقليا"، من تقديم الكاتب والناقد السعيد بوطاجين الذي قدّم له السنة الماضية المجموعة القصصية المعنونة ب"شُبّه لهم". فضّل المبدع زين الدين بومزروق أن يطل من بوابة "دار الوطن"، بالمجموعة القصصية "قلب مختل عقليا"، تضم في ثناياها 63 نصا قصصيا قصيرا جدا، تناول فيها جوانب متنوعة من الحياة الإنسانية التي يمكن للفرد أن يصطدم فيها مع ذاته أو مع الغير، وكذا التناقضات الاجتماعية العديدة التي يعيشها ووقعها علي نفسيته، حيث يقول في قصة "الجميل": "قال لها. لم يعد لي ما أمنحه لك.. اعتزلت مشاهدته. وجاء في قصة "الإتيكت" (خانته الابتسامة.. أفلس متجره)، أما في قصة "غيرة" (حدثها أنه منبهر بفنها وألوانها.. صدقته.. طلقت ريشتها). ويأتي هذا العمل تكملة لإصدارات سابقة، مثل مجموعة "ليلة أرق عزيزة"، و"تشكيل في ذاكرة العين"، إضافة إلى "الجحر المقدس"، و"معذرة يا بحر"، "50 درجة تحت الظل"، وغيرها من الأعمال التي تصب في هذا الجانب. ويرى الكاتب زين الدين بومزروق في حديثه ل"الشروق"، بأن جنس القصة القصيرة يعد بالنسبة إليه المجال الخصب وليس السهل كما يظن البعض لنقل الحدث والصورة والألم والفرح وكل ما يمكن أن يشعر به الفرد في جملة أو جملتين، مضيفا بأن ذلك يتماشى مع متطلبات العصر الذي يمتاز حسب قوله بالسرعة، كاشفا عن نيته في إثراء الساحة الأدبية بهذا النوع الجديد من الحكي والسرد القصصي. ورغم اعترافه بحجم التزامات المنصب كرئيس لدائرة تيمقاد بباتنة، إلا أن ذلك لم يمنعه حسب قوله من الكتابة وتفعيل المشهد الثقافي، بدليل تأليفه لكتاب حول "الخدمة العمومية بين تطبيقات النصوص القانونية والواقع"، وله كتابين حول المدن بالصور، الأول بالعربية بعنوان "يومياتي في قصور قورارة"، والثاني بالفرنسية بعنوان gourara amour et poésie الذي صدر السنة الماضي عن دار "أناب"، وهو الآن بصدد إنهاء كتاب بالصور يظهر جمال منطقة الأوراس انطلاقا من تيمقاد إلى شرفات غوفي على الحدود مع ولاية بسكرة، وهذا باللغتين العربية والانجليزية، كما يعد زين الدين بومزروق مؤسس ملتقى الاتحاف الأدبي ببسكرة، يمس الشعر والنثر وحتى الفنون التشكيلية، وهذا بغية إثراء الساحة الثقافية بعاصمة الزيبان، علما بأن الكاتب زين الدين بومزروق هو خريج المدرسة الوطنية للإدارة سنة 1986 (الدفعة 19)، عمل كرئيس دائرة في كل من ولاية أدرار وعنابة والبيض، وهذه السنة يشغل منصب رئيس دائرة تيمقاد بولاية باتنة.