"الرهابين، الملائكة المستترون" عنوان الرواية الذي اختارته الإعلامية أسماء زنايدي والذي يمثل ذلك العالم المخفي الذي لا يستطيع أيا كان أن يراه أو يلامسه، عالم يجمع بين صفات بشرية وملائكية، حتى أنه يتشابه مع الجن أحيانا أخرى. فالرهابين عبارة عن حكاية شعبية توارثتها الأجيال في حقبة زمنية معينة وخاصة في منطقة الشرق الجزائري، كانت تعرف عند الصغير والكبير، ويضرب المثل بهم في بعض المواقف، لم يستطع أحد الجزم على حقيقة هذه الحكايات وحقيقة وجود هذا العالم. فعالم الرهابين أشبه إلى الخيال منه إلى الواقع، أرض سلام لا يشوبها ظلم أو فساد تصارع من أجل الإبقاء على مملكتها.. تلك المملكة العادلة التي تمقت الشر والطغيان بكل أساليبه، وفي مواجهة دائمة لتهديدات عالم البشر والجن. .. أما عن موضوع الرواية فيحدث وأن تجبر فتاة من عالم البشر على الذهاب إلى عالم "الرهابين"، هذا العالم الذي سمعت عنه فقط من خلال حكايات جدتها، لتتعرف على عالم جديد لا يشبه عالمها أبدا، أين يكشف لها حقيقة مريرة تصدمها وتجبرها على اعادة نظرتها إلى عالم البشر.. رواية فانتازيا تعالج بعض المواضيع الاجتماعية الواقعية بقالب لاواقعي، أي يجد القارئ نفسه في عالم من الخيال، لكنه يلامس مشاكل أو ظواهر تنخر المجتمع وتؤثر عليه سلبا مثل السحر والشعوذة، تلك الآفة التي تغير حياة البعض وتدمر مستقبلهم بسبب الجهل وقلة الوعي، إضافة إلى هذا فإن عالم الرهابين الذي جسد في الرواية ما يشبه المدينة المثالية التي لا يمكن أن توجد على أرض الواقع، تعكس معاني العدالة ومبدأ المساواة بين الأفراد، كما لا يخلو العمل من إسقاطات نفسية وولوج إلى تلك الأحاسيس والمشاعر التي تختلج في الفرد والذي يجسد الصراع الداخلي بين النفس الخيرة والشريرة من خلال بعض شخصيات الرواية.