غلب على الأسبوع الأول من الحملة الانتخابية للمجالس المحلية والولائية خطاب سياسي، لم يخل من الرتابة والتكرار والتجريح وتبادل التهم، بمستوى أقل ما يقال عنه إنه "منحط ولم يسبق له مثيل". وتضع كافة هذه المؤشرات الشارع الجزائري وسط حيرة من أمره، لما آل إليه مستوى خطاب السياسيين الذي تحول إلى أضحوكة ومهازل صنعت الحدث على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي. ولم تنجح الأحزاب السياسية حتى الآن-على الأقل-، ومنذ مرور أسبوع على انطلاق الحملة الانتخابية في استقطاب اهتمام المواطنين وجلبهم إلى القاعات التي تعقد فيها التجمعات أو حتى كسبهم كجمهور على شاشات التلفزيون، وهو الأمر الذي أرجعه مراقبون إلى نوعية الخطاب السياسي المتبني، والذي غلب عليه طابع الارتجال وتكرار الوعود التي سبق أن أطلقت في المواعيد الانتخابية الماضية، وفي أحيان كثيرة تحولت إلى مادة دسمة للسخرية، خاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وبين خطاب الموالاة والمعارضة لا نجد اختلافا كبيرا، فهذه الأخيرة لا تزال تندد بالتضييق الممارس ضدها من طرف الإدارة، حيث نجدها تتنبأ بتعرضها مسبقا لتزوير، أما فيما يخص الوضع العام للبلاد فهي تحذر دائما من أزمة مالية واقتصادية حادة ستعصف بالبلاد جراء تراجع مداخيل النفط، محملة السلطة مسؤولية تراجع المكاسب الاجتماعية والاقتصادية للشعب، بينما نجد الأحزاب المحسوبة على الموالاة تركز على أهمية المحافظة على الأمن والاستقرار والعمل على تفادي الوقوع في فخ التلاعبات وضرورة المحافظة على المكتسبات، وتدعو تارة أخرى الشعب إلى ضرورة المشاركة بقوة في الانتخابات. ورغم تعليمات الوزير الأول أحمد أويحيى لأحزاب التحالف الرئاسي "الآفلان، الأرندي، الامبيا، وتاج"، بضرورة الابتعاد عن خطاب التراشق والتجريح فيما بينها، إلا أن ذلك لم يمنعها من تبادل التهم بينها وبين أحزاب المعارضة، حيث اتهم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس رئيس حزب طلائع الحريات علي بن فليس ب"الخيانة "، حيث قال في تصريحات صحفية "علي بن فليس خائن وطعن بوتفليقة في الظهر وأتحمل مسؤولية ما أقول"، ليرد عليه بن فليس "كلامك هراء يا ولد عباس ولا أرد عليك". بالمقابل، نجد التصريحات الصحفية التي تحولت إلى مادة دسمة عبر مواقع التواصل الاجتماعي في الحملة الانتخابية، وأبرزها ما قاله الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس، الذي صرح بأن مرشح الانتخابات الرئاسية التي ستكون في 2019 موجود في رأسه وسيكون وليد الحزب، أي "أفلانيا"، مؤكدا في إشارة ضمنية له بأن الله يعلم الشخص الذي سيكون رئيسا للجزائر والجزائريين، بالإضافة إلى تصريحات أخرى تحولت إلى نكت على غرار أنه درس مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وأن حزب الأرندي هو ابن الآفلان.