تحوّلت مدينة حاسي مسعود إلى ورشة كبيرة لعدد معتبر من مشاريع التهيئة خلال الثلاث السنوات الأخيرة؛ وبالمقابل مازالت بعض المشاريع لم تنته الأشغال بها إلى غاية يومنا هذا؛ وهذا بسبب البطء الشديد في عمليات الإنجاز وتوقف الأشغال في عديد المرات ما جعل سكان المدينة في معاناة لا تنتهي. قام عديد سكان حي 120 مسكن بمدينة حاسي مسعود منذ يومين برفع شكوى لمصالح البلدية يطالبون بها بالتحقيق في كيفية إنشاء الطريق المنجز حديثا بذات الحي؛ بعد اكتشاف هشاشة وتشقق بعض أجزائه وتطاير بعضها. وطالب السكان بتدخل رئيس المجلس البلدي؛ هذا الأخير الذي استجاب للطلب وقام بمعاينة الطريق، حيث اكتشف هو الآخر مدى تلاعب صاحب المشروع في كيفية إنجاز هذا الطريق، والذي أخل بمعايير الإنجاز من خلال ما هو موجود في حيثيات الصفقة. وأمر رئيس المجلس البلدي المقاول بتنحية الزفت الموضوع بالطريق وتجديده من الأول وفق بنود الاتفاق؛ هذه الحادثة أثارت الكثير من التساؤلات من طرف سكان المنطقة، والتي تكشف عن عديد المشاريع المنجزة على مستوى أحياء المدينة، قد تكون بنفس الحالة التي أنجز بها الطريق المغشوش؛ خاصة ما تعلق بالطرق وتجديد شبكات المياه والكهرباء إلى غيرها من المشاريع المسندة لمقاولين، لم ينتهوا من مشاريعهم منذ أكثر من أربع سنوات. وأفادت مصادر عليمة ببلدية حاسي مسعود، أن أغلب المشاريع تم منحها تحت الطاولة لأشخاص لهم صلة بأعضاء المجلس الشعبي البلدي والولائي؛ فأغلب المقاولين أصحاب المشاريع ليست لديهم الخبرة الكافية في الميدان وليست لهم كذلك الإمكانيات اللازمة لإنجاز المشاريع؛ والميدان أثبت ذلك في عديد أحياء المدينة والتي أصبحت عبارة عن أحياء منكوبة، ما أدى إلى معاناة يومية لسكان المنطقة من خلال انتشار الأتربة والتسرّبات المائية وقنوات الصرف الصحي والتي لا تنتهي بسبب الأخطاء المرتكبة من أصحاب هذه المشاريع. وعلى إثر هذه الحادثة يطالب سكان المنطقة بفتح تحقيق معمّق من طرف المصالح المعنية، وعلى رأسها والي ورقلة فيما يخص منح ومراقبة هذه الصفقات التي تشمل مشاريع تم صرف مئات الملايير من دون فائدة. وتمت العملية دون أن يتم مراقبة ومعاينة هذه المشاريع ما يثير الشكّ فيما يخص عملية المتابعة خلال كل هذه السنوات. وهناك عديد المشاريع التي بقيت على حالها منذ سنوات، في حين أن هذه الأخيرة قد سلمت على أنها من ضمن المشاريع المنتهية وهي عكس ذلك. من جهة ثانية هناك عديد الجهات التي تتهم المجلس الشعبي البلدي الحالي بالإضافة إلى جهات ذات نفوذ بحاسي مسعود وورقلة بمساهمته في منح وتعطيل هذه المشاريع التي أصبحت معروفة بالمدينة على أنها مشاريع بريكولاج لا غير.