كان للتعادل الذي حققه رفقاء لحسن أمام رفقاء جيرار أثرا إيجابيا على معنويات المناصرين القادمين من مختلف مناطق المعمورة.. حيث شكل المناصرون منذ نهار أمس في مطار جوهنسبورغ الحدث الأبرز بعد أن وصلوا من لندن وباريس، * وقال أيمن زرافي القاطن بليل الفرنسية ابن ال25 سنة أنه قام بكل إجراءات السفر لأجل متابعة المونديال قبل لقاء الخضر أمام منتخب أنجلترا، ولكن الهزيمة المؤلمة أمام سلوفينيا جعلته يقرر إلغاء الرحلة نهائيا خوفا من هزيمة ثقيلة أمام أشبال كابيلو، وقال إن المنتخب الجزائري صدمه بالأداء البطولي فقرر التوجه إلى جنوب إفريقيا في أول رحلة حتى يكون مع المشجعين في اللقاء الحاسم. ولكن القادمين من لندن كان تأثيرهم أقوى وأيضا دافعهم الأقوى، إذ تحولت عائلات بأكملها إلى العاصمة الجنوب إفريقية من أجل متابعة ما تبقى من منافسة.. كما وصل الكثير من المناصرين الجزائريين القاطنين بالولايات المتحدة الأمريكية ومعظمهم قد قرر مشاهدة هذه المباراة فقط، والعودة إلى أمريكا لظروف مهنية بحتة مهما كانت نتيجة المواجهة أي حتى في حالة تأهل الخضر للدور الثاني. * ولأن جنوب إفريقيا مزدحمة بعشرات الآلاف من السواح من مختلف مناطق المعمورة ومن بلدان محايدة لا توجد منتخباتها في المونديال مثل الإيرلنديين الذين استعمروا بلاد مانديلا والأتراك، فإن الكثير من هؤلاء اختاروا الآن منتخباتهم التي خطفت إعجابهم وكل الأفارقة الآن مالوا بشكل واضح للمنتخب الجزائري، وقد يجد الخضر مالا يقل عن 8000 مناصر في لقائه القادم أمام الولايات المتحدة الأمريكية، وليس بالضرورة أن يكونوا من الجزائريين. * أنصار المنتخب الفرنسي الذين معظمهم من أبناء الجنوب وأيضا من مزدوجي الجنسية وبعد أن انتقدوا المدرب الفرنسي بسبب عدم اختياره بن زيمة وناصري وبن عرفة في رحلة المونديال، عادوا الآن بعد هزيمة الديكة أمام المكسيك وقرروا التحول نحو المنتخب الجزائري، حيث يرون أن حظوظه أقوى من حظوظ المنتخب الفرنسي.. وكان لإقحام الحارس مبولحي أيضا أثره على الأفارقة، حيث قررت الجالية الكونغولية التي يتجاوز تعدادها النصف مليون نسمة في جنوب إفريقيا الوقوف إلى جانب رفقاء رايس الذي يسري فيه الدم الكونغولي. * وخلال كل المباريات منذ انطلاق المونديال لاحظنا التواجد القوي للمناصرين المحايدين الذين اصطحبوا أعلامهم وفي كل مباراة يختارون الفريق الذي يقفون إلى جانبه، وتحدثت الشروق اليومي مع بعضهم على هامش مباراة سويسرا وإسبانيا، فكانت ميولاتهم مختلفة، حيث قال يازيك سايجي وهو مهندس تركي يزور مدينة دوربن لأول مرة أن إسلامه يجعله يقف إلى جانب الجزائرو ويحلم بتكرار ما حدث لتركيا عام 2002، في الوقت الذي اختلف معه سارجيك حسن وهو من البوسنة والهرسك ويشتغل في مجال الطيران الذي قال إنه تابع بالتفصيل الممل رحلة الجزائر للمونديال وفي مباراة الفصل، حيث خرجت البوسنة ونجحت الجزائر، فقرر حينها أن يسافر إلى جنوب إفريقيا ليكون إلى جنب أشبال سعدان قبل أن يغير رأيه تماما، حيث رفض ما قام به بعض لاعبي الخضر من صباغة شعر ولبس الأقراط، وقال للشروق اليومي إن الجزائر تمثل العالم الإسلامي، ومثل ما قام به شاوشي ويبدة وغزال وزياني من تسريحات جعله يقرر أن ينسى المونديال نهائيا.. أما الإيرلنديون الكثيرين في جنوب إفريقيا فما زال همهم أن يقصى الديكة الذين سرقوا منهم التأهل، وبقيت الجزائر من الدول القليلة التي لم تستثمر في الأفارقة، وللأسف فإن لكل المنتخبات أفارقة يشجعونهم بما فيهم صربيا وسلوفينيا، إلا الجزائر التي عليها الآن أن تبهر العالم من أجل أن تخطف الأنظار والإعجاب، حيث تباع حاليا في كل المدن الجنوب إفريقية مختلف الأعلام، بما في ذلك التابعة للمنتخبات الإفريقية المشاركة باستثناء الجزائر.