التعادل الذي حمل طعم الانتصار لمحاربي الصحراء أمام الإنجليز ساهم في إعادة بعث منتجات المنتخب الوطني في الأسواق، فبعد الخسارة غير المتوقعة في المقابلة الأولى أمام سلوفينيا، والتي دفعت الكثير من المواطنين إلى مقاطعة المنتجات المتعلقة بمناصرة الخضر، تخوف المئات من التجار من كساد سلعهم التي اقتنوها بالملايين لتسويقها خلال المونديال. بعد الخسارة المفاجئة للخضر أمام سلوفينيا اختفت الأعلام الوطنية من شرفات المنازل وخفت أغاني المنتخب الوطني التي كانت تدوي شوارع ومدن الجزائر، كما اضطر الكثير من الشباب إلى نزع قمصان المنتخب الجزائري من فوق جلودهم والتي تحمل مختلف أسماء لاعبي الخضر تعبيرا منهم عن الحزن وعدم الرضى عن الأداء المتواضع لرفقاء زياني، وأثناء الفترة التي عقبت المباراة الأولى أبدى الكثير من التجار تخوفهم الكبير من خسارة الجزائر أمام الإنجليز مما سيؤدي إلى كساد تجارتهم بعد المقاطعة التي ستمنى بها منتوجات مناصرة الخضر في الأسواق، ولكن ما أحدثه الأفناك أول أمس في مقابلة بطولية مرغوا فيها أنف روني ورفاقه، تجددت الثقة في الخضر وتهافت المواطنون على الأسواق لاقتناء كل ما له علاقة بالمنتخب الوطني، فمعظم السيارات باتت مزينة بالرايات الوطنية ومنهم من ذهب لحد صبغ مركبته بالأخضر والأحمر والأبيض مشكلا العلم الوطني في مختلف أجزاء السيارة، أما محلات بيع الأشرطة والأقراص المضغوطة فقد أطلقت العنان لأغاني المنتخب الوطني التي دوت الشوارع والمدن وسط تهافت غير مسبوق للمواطنين عليها، وحتى الأطفال تحولوا إلى تجار تجدهم على جانب الطرقات يبيعون الرايات الوطنية وسيديهات المنتخب الوطني، وكل ما له علاقة بمناصرة الخضر، أما محلات بيع الألبسة الرياضية فحدث ولا حرج، فقمصان الخضر أشرفت أمس على النفاد رغم أسعارها الباهظة فمن الأقمصة ما تجاوز سعره 2500 دينار جزائري. ومع ظهور نوع جديد من الأقمصة رخيصة الثمن تحمل العلم الوطني بات الشارع الجزائري مزينا بالأخضر والأحمر والأبيض لتستمر الأفراح أياما أخرى مع تفاؤل كبير بالفوز على أمريكا والمرور إلى الدور الثاني لتتواصل الاحتفالات ويعيش الجزائريون صيفا مميزا تكسوه نخوة الانتصار والرضا على ممثلي العرب في المونديال.