استعاد الشارع الجزائري الأمل من جديد في تحقيق التأهل للدور الثاني من المونديال بعد الإحباط الذي أصابه إثر خسارة سلوفينيا، ولم يكن هناك كلام أمس في كل شوارع ومدن وقرى الجزائر إلا عن الأداء البطولي لمحاربي الصحراء الذي بعث الروح في نفوس الملايين في داخل وخارج الوطن وجعلهم يجددون إيمانهم بمقدرات أشبال سعدان بعد الوجه المشرف الذي ظهروا به في مباراتهم الثانية ضد أحد أعرق المنتخبات الكروية العالمية وأحد أبرز المرشحين للظفر باللقب العالمي، وعادت من جديد مظاهر الحماسة التي كانت سائدة قبل المباراة الأولى . وفي جولتنا القصيرة صباح أمس في شوارع مدينة قسنطينة كعينة لا تختلف عن بقية المدن وقفنا على جو التفاؤل الذي يتمالك الجميع وإحساسهم بالرضا والافتخار بمنتخبهم والأداء البطولي الذي قدمه رفقاء عنتر يحيى وزياني بكل شجاعة، وما من كلام يدور بين الشباب أو الشيوخ إلا تعبيرعن الإمتنان الكبير لأشبال سعدان الذين أعادوا الفرحة والحلم بالتأهل للجميع، بعد نكسة سلوفينيا التي أصابت الكثيرين بإحباط شديد لم يخرجهم منه سوى اللعب الرجولي لبوقرة وحليش وعنتر يحيى ويبدة وزياني وكل لاعبي المنتخب الذين أثبتوا لكل العالم أنهم لا يقلون شأنا رغم تفاوت المستوى عن الانجليز، و لأن كرة القدم ليست علما دقيقا كما ردد بعضهم.وبدت مظاهر الحماسة وعودة الأمل جلية من خلال رجوع باعة الرايات والأعلام الوطنية والقبعات والبذلات الرياضية بالألوان الثلاثة الأحمر والأخضر والأبيض في المتاجر والساحات العمومية والإقبال عليها من جديد بعد أن عرفت بعض الكساد إثر النتائج السلبية الأخيرة، وترددت في الأجواء من جديد ألحان الأغاني المشجعة للخضر.من جهة أخرى، كان الكثيرون في المقاهي والمحلات التجارية يشاهدون إعادة المباراة أو على الأقل بعض لقطاتها للاستمتاع قدر الإمكان بتلك اللحظات الجميلة التي صنعها أشبال الجزائر على أرضية ملعب كيب تاون، فيما أسر لنا بعضهم أنه شاهد المباراة ثلاث أو أربع مرات، وإن كانت هذه النتيجة قد أنقذت الخضر من الإقصاء المبكر وفقدان كل حظوظهم إلا أنها قد وضعتهم أمام تحد جديد لإثبات جدارتهم أمام أمريكا وعدم تخييب أمل الجزائريين الذين من حقهم أن يحلموا بالذهاب بعيدا في هذا المونديال وهم يمتلكون فريقا شابا ومتكاملا في استطاعته عمل الكثير .