مع اقتراب احتفالات المولد النبوي الشريف، الذي تعقبه احتفالات رأس السنة الميلادية، سارعت مختلف الوكالات السياحية إلى إطلاق عروضها المألوفة عبر الفايسبوك، التي تُشجع فيها السياحة الداخلية في مقدمتها الصحراء الجزائرية. وكالمعتاد، تلقى السياحة خارج الوطن نصيبا أكبر منها من داخل الوطن، لكن هذا لا ينفي أن هناك بعض المناطق الجزائرية التي تهتم ب"الريفيون" وتحضر له احتفالات خاصة، مثل مناطق الجنوب كمنطقة تيميمون وتاغيت وجانيت وتمنراست وغيرها من المناطق الصحراوية التي تعتمد ثقافة مميزة وتنظم برنامجا متنوعا وثريا لإقامة احتفالات "الريفيون". وذلك من أجل التعريف بالسياحة الصحراوية وتشجيعها. وهذا ما جعلها قبلة سياحية مهمة، خاصة مع اقتراب نهاية السنة الميلادية، حين تكثر عليها زيارة الأجانب من كل بلاد العالم، لكن على الرغم من ذلك فهي ما زالت تفتقر إلى الفنادق لاستهواء الكم الهائل من الأجانب الذين يقصدونها مع اقتراب احتفالات "الريفيون"، نظرا إلى الطابع الصحراوي التقليدي الذي تعتمده في احتفالاتها، ورغم أن غالبية الأجانب يقصدون المناطق الصحراوية من أجل التخييم في عُمقها، حيث يروق لهم هذا النوع من السياحة بشكل كبير ويفضلونه على الإقامة في الفنادق، لكن هذا لا ينفي أن الأخيرة تلعب دورا مهما لتشجيع السياحة وانعدامها في مناطق الصحراء أثّر بالسلب على واقع السياحة الصحراوية.. وتعرض مناطق الجنوب منازل وفيلات مهيأة ومجهزة تقوم بتأجيرها إلى السياح، إمّا عن طريق الإعلانات أو عن طريق الوكالات السياحية التي تتعاقد معها وتخصص لذلك عروضا مغرية من بينها حافلة نقل مريحة ورحلات سياحية في مختلف مناطق الصحراء وغيرها من العروض. والجديد في الظاهرة هذا العام، لجوء الكثير من سكان الجنوب إلى عرض إيجار بيوتهم لقضاء عطلة الريفيون مقابل أسعار متفاوتة، وذالك للتغطية على عجز الفنادق. وهذا ما دفع بالوكالات السياحية إلى إقامة عقود مع سكان الجنوب الذين تجندوا لاستقطاب أكبر عدد من السياح هذا العام. وحسب استطلاع "الشروق" لإحدى الوكالات السياحية بشارع حسبية، فإن ليلة واحدة في أحد البيوت في الجنوب تكلف ما بين 2000 و4000 دج.. وهي أسعار في متناول الجميع.