عالجت، أمس، محكمة الجنح سيدي أمحمد قضية النصب والاحتيال التي تورط فيها مشعوذ مالي المسمى عبد الرحمان والملقب بالشيخ بوبكر، هذا الأخير ادعى أنه راقٍ يستطيع معالجة السحر وترويض الجن ويعالج العديد من الأمراض منها الصرع، وراح ينصب على ضحاياه بطقوس غريبة ومقابل مبالغ مالية ضخمة بالعملة الصعبة، وكان آخر ضحية رعية تونسي سلبه مايزيد عن 125 ألف أورو بعد إيهامه بأنه يستطيع علاج ابنته البالغة من العمر 18 التي تعاني من مرض الصرع والتي عجز جل الطب الحديث في علاجها. وبعد اكتشاف الضحية المسكين لحيلة المشعوذ المالي أودع ضده شكوى ليلقى عليه القبض بداية شهر جوان الحالي من قبل مصالح الأمن الجزائرية ليحال على محكمة سيدي أمحمد من أجل محاكمته عن تهمة النصب والاحتيال، وفي هذا الصدد التمس في حقه ممثل الحق العام عقوبة خمس سنوات حبسا نافذا ومليون دج كغرامة مالية. في الوقت الذي أنكر الرعية المالي كل التهم الموجهة إليه. إلا أن الضحية التونسي (س.ح) الذي حضر الجلسة فقد شرح بالتفصيل حكاية المشعوذ المالي الذي خدعه وزوجته باستعمال طقوس غريبة من خلال ذبح الحيوانات من ماعز وجمال وبقر ودفن رؤوسها في مناطق عدة. وهذا لأجل علاج ابنته كما جعل الضحية يعتقد أن منزله يحوي كنوزا عدة بعد التأثير عليه عن طريق الشعوذة والسحر، وبكثير من الألم والحسرة روى الرعية التونسي كيف التقى بالمشعوذ المالي بالقرب من نزل السفير بالعاصمة بعدما دله عليه أحد معارفه بتونس ليتكبد مشاق السفر ويزور الجزائر لأجل البحث عن بصيص أمل لعلاج فلذة كبده التي تعاني من مرض الصرع ، وقد دفع الضحية مبلغ التذكرة للمشعوذ ليحضر عنده في تونس، حيث مكث لثلاثة أيام بمنزله قصد علاج ابنته، هذا وأضاف الضحية بأن هذا الأخير مارس طقوسا غريبة وأقنعه بوجود جن خطير يتملك ابنته وطلب منه مبلغ 8000 أورو ليخرجه منها وهذا بعد اقتناء كل أنواع الحيوانات لذبحها، ومازاد الطين بلة هو مطالبته بشراء ماء يتم إحضاره عن طريق دبلوماسيين بالسفارة قيمة القارورة تصل 16 ألف دج، وهو ماجعل زوجة الضحية تقصد الجزائر لأكثر من أربع مرات لغرض الحصول على طلباته التعجيزية دون نتيجة تذكر إلى غاية بداية شهر جوان الحالي، حيث ألقي القبض على المشعوذ بعد نصب كمين له من قبل الضحايا الذين تفطنوا لحيله بعدما تعرضوا للإفلاس وخسروا كل مالديهم من مال.