حضت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، السعودية، على تخفيف الحصار عن اليمن من أجل تجنيب البلاد "كارثة" إنسانية. وقال مكتب رئيسة الوزراء، الخميس، إن ماي دعت المسؤولين السعوديين إلى تخفيف الحصار لإنقاذ ملايين اليمنيين المهددين بالمجاعة في البلاد التي تقطع الحرب أوصالها. ورفع التحالف العسكري، الذي تقوده السعودية، ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، جزئياً حصاراً فرضه مطلع هذا الشهر بعدما أطلق الحوثيون صاروخاً على الرياض. وقد منع الحصار وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة، وتسبب في تفاقم الظروف الإنسانية التي يعيشها اليمنيون منذ بدء الحرب في بلادهم. والتقت ماي، الأربعاء، العاهل السعودي الملك سلمان وولي العهد محمد بن سلمان في المرحلة الثانية من جولتها في الشرق الأوسط. وتزامنت زيارتها مع تحذيرات الأممالمتحدة من كارثة إنسانية بسبب صعوبة وصول المساعدات الإنسانية، وانعدام شروط الحياة الأساسية في مناطق واسعة من اليمن. وجاء في بيان مكتب رئيسة الوزراء، أن ماي قالت للمسؤولين السعوديين بوضوح، أنه "ينبغي استئناف توصيل السلع التجارية إلى البلاد إذا أردنا تجنب كارثة إنسانية"، وأن السعوديين "وافقوا على اتخاذ خطوات سريعة لمعالجة هذه القضية". وتعد السعودية أكبر شريك لبريطانيا في الشرق الأوسط، وقد وقعت الرياض على عقود شراء أسلحة من بريطانيا قيمتها 3.3 مليار دولار منذ 2015. وكان ذلك هو العام الذي أطلقت فيه السعودية حملتها العسكرية على المتمردين الحوثيين الذين لا يزالون يسيطرون على العاصمة صنعاء وعلى الكثير من مناطق البلاد الشمالية. وقتل في الحرب نحو 8600 شخص، وقضى أكثر من 2000 آخرين بوباء الكوليرا. وحضت الأممالمتحدة، الاثنين، التحالف الذي تقوده السعودية، على اتخاذ "المزيد من الإجراءات" لتخفيف الحصار الذي يمنع وصول شحنات السلع والمساعدات الإنسانية إلى المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، عبر ميناء الحديدة. وكان التحالف سمح بمرور بعض السلع إلى صنعاء عبر ميناء الصليف، الذي هو أيضاً بيد الحوثيين، وهو الطريق الوحيد لوصول المساعدات الإنسانية والأدوية تحت رقابة الأممالمتحدة. ويقول المسؤولون الأمميون، إن اليمن قد يشهد أكبر مجاعة عالمية منذ عقود، ما لم يرفع الحصار عن المساعدات الإنسانية. وقالت ماي لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) قبل وصولها إلى الرياض: "الرسالة القوية التي أوجهها إلى السعودية هي أننا نريد أن يفتح ميناء الحديدة للسلع التجارية والمساعدات الإنسانية". وناقشت رئيس الوزراء البريطانية، حسب بيان مكتبها، مع المسؤولين السعوديين قضية إيران، وقالت "إننا نشارك السعوديين في قلقهم من تصرفات إيران وما تسببه من اضطراب في المنطقة". ويتهم التحالف العسكري الذي تقوده السعودية إيران بتوفير صواريخ بالستية للمتمردين الحوثيين، ولكن طهران تنفي هذه التهم. ووصلت ماي إلى الرياض بعد زيارة مفاجئة إلى بغداد التقت فيها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، ونوهت بالانتصارات الأخيرة على تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). ووصلت رئيسة الوزراء البريطانية، الخميس، إلى الأردن، حليف بريطانيا في المنطقة، والمشارك في التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد تنظيم "داعش" في سوريا. واستقبلها الملك عبد الله ورئيس الوزراء هاني الملقي، في آخر جولتها الشرق أوسطية، التي شابها خلاف مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد نشره مقاطع فيديو يمينية متطرفة. وتعرض ترامب إلى انتقادات في بلاده وفي الخارج بعدما أعاد نشر مقاطع تحرض ضد المسلمين نشرتها نائبة رئيس مجموعة يمينية متطرفة سبق أن أدينت بجرائم كراهية في بريطانيا. ورد الرئيس الأمريكي على انتقادات ماي، قائلاً إنه على رئيسة الوزراء البريطانية التركيز على حماية بلادها بدل انتقاده. وأثار رد ترامب على ماي صدمة واستهجان في بريطانيا.