السياحة الداخلية... أسعار باهظة وخدمات متردية تتنافس الوكالات السياحية الجزائرية من أجل تقديم منتوجات للراغبين في قضاء عطلهم السنوية، لكن أغلبها بدول الجوار أو دول شقيقة وأخرى صديقة، خاصة في شهري جويلية وأوت، حيث يكثر الطلب من طرف المواطنين. كما أن الوجهة السياحية الأكثر استقطابا للجزائريين هي تونسوتركياوماليزيا، نظرا لمواقعها الخلابة التي تستهوي السياح والخدمات الجيدة التي تقدمها. وقد أضحت وجهة تونسوتركيا خلال السنوات الأخيرة، محل إعجاب الجزائريين، على عكس السياحة الداخلية التي تكلف أموالا باهظة، مقابل خدمات متردية جدا. في هذا الصدد، تقوم بعض الوكالات السياحية في الجزائر، منها “كراييب تور”، بتنظيم الرحلات السياحية عبر إعداد برنامج مكثف وجيد لفائدة زبائنها بعرض أفضل الوجهات السياحية وبخدمات جيدة وبما يتوافق وميزانية العائلات. كما تتكفل بالأمور المتعلقة بالتأشيرة وشراء تذاكر الطائرة وحجز الفنادق والنقل، وهذا بالتنسيق مع الوكالات الأخرى وخطوط الطيران. يبقى على المواطن فقط دفع المستحقات والتوجه نحو البلد الذي اختاره لقضاء عطلته، سواء مع أفراد عائلته أو مع أصدقائه أو لوحده. في هذا السياق، أكدت ربيعة تيلة، صاحبة وكالة “كراييب تور” للسياحة والأسفار، أن شهر أوت هذه السنة هو الأكثر طلبا من طرف العائلات لقضاء العطلة خارج الوطن، وطلبات قليلة في شهر جويلية بحكم امتحانات شهادة البكالوريا التي أخلطت على العائلات الأجندة التي تم تسطيرها من قبل، عكس العام الماضي، مضيفة في تصريح ل “الشعب” أن وجهات شرم الشيخ بالقاهرة، تونس، أنطاليا وتايلندا هي الأكثر طلبا من طرف السياح هذه السنة، في حين العام الماضي كان الطلب أكثر على تركيا. وأشارت ممثلة الوكالة السياحية في هذا الإطار، إلى أن السنة الماضية شهدت إقبالا كبيرا من طرف العائلات، في حين لم تظهر هذا العام بعد نسبة الإقبال، كون الفترة تزامنت مع شهر رمضان واختبارات شهادة البكالوريا. كما طبقت وكالة “كراييب تور” للسياحة والأسفار تخفيضات ب5 آلاف دج قبل 25 جوان الجاري، مضيفة أن الوكالة تقوم بتخفيضات في فترة تنظيم الصالون الدولي للسياحة والأسفار. علما أن “كراييب تور” لا تقوم برحلات سياحية نحو أوروبا، كونها تتطلب الحصول على التأشيرة. وفي ردها على سؤالنا حول إمكانية وجود تنسيق بين وكالة “كراييب تور” والوكالات السياحية الأخرى، أوضحت أن هناك خمس وكالات للسياحة يتم التنسيق فيما بينها، فمنها ما يتكفل بمهمة شراء تذاكر الطائرة وأخرى بحجز الفنادق والحصول على التأشيرة، لملء مقاعد الطائرة كون وكالة “كراييب تور” لا يمكنها ملؤها لوحدها، حيث أن وكالة قورايا ببجاية تتكفل ببرنامج الوجهات السياحية: المغرب، تونس وأنطاليا. عن سبب عدم تشجيع السياحة الداخلية من طرف بعض الوكالات، تأسفت مسيرة وكالة “كراييب تور” للخدمات المتردية التي لا تعكس الوجهة السياحية للجزائر، وبأسعار باهظة لا تتمشى مع القدرة السياحية للمواطن البسيط، مع النقص الفادح في هياكل الاستقبال من فنادق ومركبات سياحية، حيث تكلف الليلة الواحدة في فندق ثلاثة نجوم 19000دج، و20.000 دج في الشهر بالشاليهات. وأضافت، أنه علاوة على نقص الخدمات فإن أماكن قضاء العطلة تفتقد للأمن، كما أن الأكل المقدم يفتقد للسلامة الصحية. وبحسبها، فإننا لم نصل بعد إلى الثقافة السياحية وتحسين هياكل الاستقبال، مثلما هو معمول به في دول الجوار والدول الأوروبية، أين تدفع ثمنا معقولا وبخدمات راقية تجعلك تستمتع بالعطلة. ولم تنف محدثتنا، توفر الجزائر على شواطئ جذابة وجميلة على طول الشريط الساحلي، بله عن الصحراء وما تزخر به من كثبان رملية وواحات ساحرة، إلا أن هياكل الاستقبال غير كافية وليست في المستوى الذي يتطلع له المواطن، قائلة: “كيف يمكن الحديث عن السياحة الداخلية وهياكل الاستقبال لا تجد فيها الماء، ووجباتها رديئة، أما الفنادق فالحجز فيها مرتفع جدا، عكس الخارج حيث ندفع تكاليف معقولة ونحصل على خدمات جيدة ومريحة”، مشيرة إلى أن معظم المركبات السياحية بوهران تنتمي للخواص وتقصدها العائلات ميسورة الحال. تجدر الإشارة، إلى أن سعر الرحلة نحو مدينة جربة بتونس ب123000 دج لمدة ثمانية أيام ويكون الانطلاق من 1 أوت 2016، ونحو المغرب لمدة عشرة أيام ب145600دج. أما وجهة ماليزيا، المفضلة لدى الجزائر، بفضل سحر طبيعتها، فتكاليف الرحلة لمدة عشرة أيام تقدر ب213000 دج، ونحو تركيا ب198000 دج لمدة 10 أيام.