يشعر الفلسطينيون بالحزن الشديد لخروج ممثلهم العربي الوحيد من الدور الأول لمونديال جنوب إفريقيا 2010، وذلك بعد خسارة الجزائر أمام الولاياتالمتحدةالأمريكية بهدف دون رد في الدقيقة التسعين القاتلة. لكن هذه المشاعر لم تخل من ارتياح كبير لأداء المنتخب الجزائري، بعد وصفه بالمميز من قبل الكثيرين من محبي كرة القدم في فلسطين. معتبرين أن الخضر قدموا أفضل ما لديهم بانتظار أن يفتح المستقبل الكروي ذراعيه واسعاً للجزائر التي تمتلك منتخباً شاباً ينتظره الكثير في عالم الساحرة المستديرة تبقى كرة قدم صائب جندية قائد المنتخب الفلسطيني لكرة القدم, أثنى على أداء المنتخب الجزائري في المونديال, مؤكداً أن الخضر عاشوا ليلة سيئة مع الساحرة المستديرة التي تقسو في كثير من الأحيان على محبيها. وقال جندية أن الخضر قاتلوا حتى الرمق الأخير في المباراة, إلا أن فقدان التركيز في الثوان الأخيرة منح الفوز للولايات المتحدةالأمريكية, التي خطفت بدورها بطاقة التأهل إلى الدور الثاني. غياب المهاجم يقول الشاب هاني الحلاق " 25 عاماً" إن المنتخب الجزائري لعب بشكل جيد، ولكن لم يظهر بالصورة المطلوبة كما فعلها أمام انجلترا, معرباً عن حزنه الشديد لتذبذب مستوى المنتخبات العربية في اللقاءات الحاسمة. وأوضح الحلاق أن غياب المهاجم القناص في صفوف الخضر, كان سبباً رئيساً في توديع الجزائر منافسات البطولة العالمية من دورها الأول, قبل أن يختتم حديثه بالقول أن صغر متوسط أعمال لاعبي الجزائر يجعل من منتخبهم الوطني قادراً على المنافسة بقوة في الاستحقاقات المقبلة. أحزان فلسطينية صالح حساسنة وافق الحلاق في رأيه, معرباً عن أسفه الشديد للضعف الهجومي الذي صاحب الخضر في المونديال, خاصة بعد عجز المهاجمين عن تسجيل الأهداف في 3 مباريات بالمونديال. وقال حساسنة أن الجزائر تمتلك منتخباً شاباً يتمتع بقدرات هائلة في خط المنتصف, مختتماً حديثه بالقول أن الجزائر أثبتت للجميع قدرتها على تشريف العرب وتمثيلهم في البطولات العالمية المجمعة. الطموح لا يكفي الإعلامي الرياضي معتصم زقوت, أوضح أن الطموح والقوة الدفاعية لا يكفيان للوصول إلى الدور الثاني, وهو ما ينطبق على المنتخب الجزائري الذي أظهر عجزاً واضحاً في خط المقدمة على حد تعبيره. وقال زقوت أن الجزائر كانت جيدة أمام أمريكا, إلا أن الأخيرة أضاعت بدورها العديد من الكرات التي كادت من خلالها أن توسع الفارق في النتيجة. وفشل المنتخب الجزائري، أول من أمس، في أن يصبح ثالث منتخب عربي يبلغ الدور الثاني بعد المغرب عام 1986 والسعودية عام 1994، وسادس منتخب قاري بعد الكاميرون 1990 ونيجيريا (1994 و1998) والمغرب (1986) والسنغال (2002) وغانا (2006)، واكتفى بنقطة واحدة في مشاركته الأولى في النهائيات منذ 24 عاما والثالثة في تاريخه. أداء مشرف بدوره قال الشاب الرياضي عمران الصالحي إن "ثعالب الصحراء" استطاعوا أن يقدموا أداء مشرفاً خلال مباراتهم خاصة وأن المنتخب الأمريكي أصبح في السنوات القليلة الماضية منتخب جيد ويمتلك رصيد من اللاعبين ولا يعاني من أزمات. واستدرك قائلاً " ذلك لا يمنع أن نعيب على منتخبنا العربي القصور الدفاعي الواضح في شوطي المباراة, فلولا براعة حارس المرمى لخرج المنتخب الأمريكي بثلاثية نظيفة على الأقل". ووافق الصالحي ( 35 عاماً) سابقيه الرأي بأن المنتخب الجزائري "يعاني من عقم في خط الهجوم إذ لم يتمكن من تسجيل أي هدف خلال مبارياته الثلاث أمام الفريق السلوفيني والإنجليزي والأمريكي". نقطة ضعف ويرى الصالحي الذي حمل العلم الجزائري وهو يتابع المباراة بانتباه شديد في أحد مقاهي مدينة غزة أن هذه "نقطة ضعف بحاجة إلى معالجة فالمنتخب كان واضحاً خلال مبارياته يتمركز في خط الوسط والدفاع دون الحاجة إلى الهجوم فهو على ما يبدو راضِ بنتيجة التعادل في أي مباراة كان يلعبها". وعبر الصالحي الذي يلعب كرة القدم أسبوعياً، عن سعادته بأداء "ثعالب الصحراء"، قائلاً "وجود منتخب الجزائر في جنوب أفريقيا بحد ذاته وسام شرف لكل العرب وكما دخل بشرف خرج كذلك بشرف يُشكر عليه ووجوده في المونديال أسعدني كثيراً خاصة وأن الشعب الجزائري نصير وحليف قوي للشعب الفلسطيني وداعم أساسي لقضيته الوطنية". طعم خاص ويقول الشاب أحمد مشتهى أنه أصيب بخيبة أمل لخسارة الجزائر أمام سلوفينيا ولكنه سعيد بأداء "الخضر" الراقي أمام إنجلترا والتي انتهت بالتعادل ضاءل فرص الجزائر بالعبور للدور الثاني. وذهب الشاب العشريني إلى القول إلى القول: "المباراة ضد الولاياتالمتحدة لها طعم خاص, بالنسبة لي واعتقد أننا نحن المتابعين الفلسطينيين نمتلك قدر كبير من النقمة على الولاياتالمتحدة وهذا ينسحب على كرة القدم في أي مباراة تلعبها ضد أي دولة". أحب النشيد الوطني الجزائري ويشعر مشتهى بالرضى عن أداء "ثعالب الصحراء" الذين قدموا مباراة جميلة وعروضاً قوية في المونديال "ولكن إحراز الولاياتالمتحدة الهدف في الوقت القاتل وأحزنني كثيراً"، ومضى يقول: " مشاركة الجزائر كانت إيجابية تعرفت أكثر على اللاعبين الجزائريين وأعجبت بمهاراتهم الكروية خصوصا المدافع الصلب مجيد بوقرة ولاعب الوسط كريم زياني والحارس بولحي". وانتهى الشاب حديثه ل"الشروق" بالدعاء أن يتأهل الجزائر للمونديال المقبل, وقال:" انتابتني سعادة في مباراة انجلترا عندما عزف النشيد الوطني الجزائري الذي أحبه كثيرا، قسما بالنازلات الماحقات، تمنيت لو كانت فرنسا في المجموعة مكان انجلترا وعزف هذا النشيد على مسامع الفرنسيين خصوصا المقطع " يا فرنسا ولا زمان العتاب", ولكن في النهاية هذه كرة قدم فيها ربح وخسارة ونحن سعداء بأداء المنتخب الجزائري".