بدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الخميس، زيارة تاريخية إلى اليونان بهدف تحسين العلاقات بين البلدين المتجاورين. ومع أن أردوغان زار اليونان مرتين في 2004 و2010 عندما كان لا يزال رئيساً للحكومة، لكن هذه الزيارة الثالثة ترتدي أهمية نسبية لأنها الأولى لرئيس تركي منذ 1952. وقال أردوغان خلال لقائه رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس، في العاصمة اليونانية أثينا، إن بلاده "ليست لديها أي مطامع في أراضي دول الجوار"، داعياً إلى سعي أنقرةوأثينا نحو بناء مستقبل المنطقة على أسس متينة. وأوضح أردوغان، أن "بإمكان البلدين فعل الكثير من الأشياء التي تخدم مصلحتيهما، كما أن التوصل إلى وحدة في الأقوال، كفيل بإنشاء مستقبل جيد للمنطقة، وبحل المشاكل العالقة". وشدد أن "على تركيا واليونان، الإيمان بشيء واحد، وهو النظر إلى الجانب المليء من الكأس، والشروع في محادثات على هذا الأساس، لا سيما أن القواسم المشتركة بين شعبي البلدين كثيرة". وتابع أردوغان قائلاً: "نحن أمتان متداخلتان، فللأتراك أقرباء هنا، كما أن لليونانيين أقرباء في بلادنا، وعلينا أن نتخلى عن الأخطاء التي حدثت في الماضي، وننظر إلى المستقبل بهدف بنائه على أسس متينة". وعقب تصريحات أردوغان، بدأ اللقاء الثنائي المغلق بينه وبين تسيبراس، على أن يليه مؤتمر صحفي مشترك. ووصل أردوغان في وقت سابق إلى أثينا على رأس وفد رفيع، في زيارة رسمية تستغرق يومين، وتعد الأولى من نوعها لرئيس تركي منذ 65 عاماً. وأوشك البلدان العضوان في حلف شمال الأطلسي على الدخول في حروب في أعوام 1974 و1987 و1996 بسبب النزاعات المستمرة منذ وقت طويل المتعلقة بقبرص المقسمة عرقياً وحقوق التعدين في بحر إيجة والسيادة على جزر غير مأهولة فيه. وتتهم أنقرة اليونان بإيواء أشخاص ضالعين في محاولة الانقلاب الفاشلة في جويلية 2016. غير أن أثيناوأنقرة تتعاونان حول أزمة الهجرة في أعقاب اتفاق بين تركيا والاتحاد الأوروبي خفض بشكل كبير عدد المهاجرين إلى أوروبا.