تتسابق الوكالات السياحية هذه الأيام لتقديم عروض خاصة ومميزة للاحتفال برأس السنة بتنظيم رحلات خارج الوطن وبعض الولايات الداخلية والجنوب، وذلك بوضع برامج مختلفة من سهرات غنائية وحفلات راقصة ليلة الفاتح جانفي، وجولات استطلاعية وبالرغم من الأسعار المميزة والمغرية لهذه العروض، لكن نسبة الإقبال عليها تظل ضئيلة جدا إن لم نقل معدومة. ومن خلال جولة قادتنا إلى بعض الوكالات السياحية شاهدنا عروضا عديدة وتخفيضات في أسعار الرحلات مستغلة أيضا التخفيضات التي قدمتها بعض الخطوط الجوية الدولية، لتصبح التكاليف بداية من 27 ألف دينار لقضاء 5 أيام و4 ليال بتونس زيادة على حضور حفلة رأس السنة في الفندق، وتختلف الأسعار باختلاف الوجهة ومدة الإقامة، فتكاليف استقبال السنة الميلادية الجديدة في إسطنبول وقضاء 8 أيام بها تصل 9 ملايين سنتيم، في الوقت الذي بلغت فيه أسعار دبي 10 ملايين سنتيم، نيويورك 21 مليون سنتيم، لبنان 14 مليون سنتيم، مصر 10 ملايين سنتيم، مراكش 13 مليون سنتيم . ولزيادة الإقبال، استغلت بعض الوكالات الفرصة لتقديم عروض مميزة جدا لاستقبال العام الجديد داخل الوطن في الصحراء، لكن ما يغلب عليها، ارتفاع الأسعار مقارنة بالرحلات الخارجية، فقضاء 7 أيام في مدينة جانت للاحتفال بالعام الجديد بسعر 63 ألف دينار جزائري، و5 أيام في تاغيت ب25 ألف دينار جزائري، أما رحلة للتجوال في الصحراء ما بين تيميمون وغرداية فسعرها 39 ألف دينار جزائري، في حين وصل سعر 8 أيام في مدينة تمنراست 64 ألف دينار جزائري. ومع أن مختلف العروض تزين الوكالات السياحية والمواقع الإلكترونية غير أن صاحب إحدى الوكالات السياحية في حسين داي، أكد لنا غياب الإقبال عليها، فحتى لو نظمت رحلة للقمر لن يسأل عنها أحد بسبب انخفاض القدرة الشرائية للمواطنين، فالوكالات حاليا تتعامل فقط مع المعتمرين على حد قوله وقد قلّ عددهم مقارنة بالأعوام الماضية، وفي حال واصل ارتفاع أسعار العمرة فسيكون مصيرهم الغلق. من جهته، أكد رئيس النقابة الوطنية للوكالات السياحية إلياس سنوسي، على أهمية العروض المتنوعة التي تقدمها الوكالات السياحية خلال هذه الفترة من السنة، فمن الضروري عليها تقديم رحلات جديدة وبتكاليف أقل، لكن كثرتها وتنوعها لا يعني وجود استقبالهم لمواطنين يرغبون في السفر، فالإقبال على قضاء عطلة رأس السنة هذه الأيام شبه منعدم. وبرر محدثنا الأمر بالوضعية الاقتصادية الصعبة التي يعيشها غالبية الجزائريين، والزيادات في الأسعار جعلت الطبقة المتوسطة وهي غالبية المجتمع الجزائري، يتخلون عن فكرة قضاء عطلة الصيف، فما بالك بعطلة نهاية السنة، فالسفر على حد قول محدثنا يتطلب ميزانية خاصة، وهو الذي لم يعد بإمكان المواطن البسيط الراغب في تأمين قوته اليومي وتحقيق الاكتفاء وعدم اللجوء للدين لتحقيقه.