باشرت مختلف الوكالات السياحية عملية الإعلانات وعروض الخدمات المقدمة تزامنا والاحتفال برأس السنة نحو وجهات داخلية وخارجية، حيث أكدت الوكالات السياحية أن العروض هذه المرة ستكون موجهة لأصحاب المال باعتبار أن العملة الصعبة عرفت ارتفاعا نسبيا مقارنة بالسنوات الماضية، الأمر الذي يقلل حظ ذوي الدخل المتوسط في السفر.وأكدت أنيسة يخلف المديرة التجارية في الوكالة السياحية ”روتانا”، في تصريح ل”الفجر”، أن مختلف الوكالات السياحية باشرت الترويج لوجهاتها السياحية المبرمجة للاحتفال بنهاية السنة، حيث أطلقت العديد من العروض والوجهات، على رأسها تونس كأرخص وجهة مفضلة عند الجزائريين، بعد التخفيضات التي أقرتها الفنادق والمنتجعات السياحية التونسية خلال رأس السنة لجلب السائح الجزائري في موعد سياحي آخر، زيادة على فصل الصيف. ورغم أن احتفالات نهاية السنة لا تلقى إقبالا كبيرا من طرف الجزائريين ما عدا شريحة معينة، غير أن الأسعار المتدنية وتزامن هذه الاحتفالات مع العطلة الخريفية قد يغري بعض الأسر التي ربما لم تستفد من رحلة سياحية خلال فصل الصيف لأسباب أو لأخرى. ولم تتعد أسعار قضاء أسبوع كامل في إحدى المدن التونسية خلال رأس السنة الميلادية ال25 ألف دينار في فنادق 2 و3 نجوم، حيث تؤكد المتحدثة أن الوجهة التونسية تبقي الأرخص وعليه فإنها تبقى من بين أهم وأفضل الوجهات لدى الجزائريين، خاصة في ظل هذه الظروف الاقتصادية وفي ظل التضييق الأمني الذي تشهده البلدان الأوروبية، فيما تعلق بتوافد العرب عليها. وأضافت يخلف أن الوكالات السياحية تلقت العديد من الطلبات فيما يخص الوجهة التونسية خلال عطلة نهاية السنة، معتبرة أن عامل فرق العملة أيضا يعد مهما، فقيمة العملة الوطنية الجزائرية ونظيرتها التونسية تعد متقاربة إلى حد ما عكس ما تشهده العملة الوطنية من انهيار بالمقابل مع العملات الأجنبية، وهو ما يشكل عائقا بالنسبة للكثيرين والذين سيضطرون لدفع ضعف ما كانوا يدفعونه في سنوات سابقة في حال رغبوا في السفر للوجهات الأوروبية. وقالت المتحدثة إن باقي الوجهات السياحية تبقى من بين الوجهات المفضلة عند الجزائريين، بالإضافة إلى شرم الشيخ، دبي وإسبانيا وفرنسا كوجهة تقليدية للسياح الجزائريين، أما عن الأسعار فتتراوح قيمة قضاء أسبوع في تركيا بين 11 إلى 25 مليون سنتيم، حسب نوعية الخدمات وعدد نجوم الفنادق، وهي نفس الأسعار تقريبا بالنسبة لشرم الشيخ بمصر، في حين أن الأسعار ترتفع بالنسبة للوجهات الأوروبية فأسعار قضاء أسبوع في كل من إسبانيا وفرنسا قد تتجاوز الثلاثين مليون سنتيم. ويؤكد أصحاب الوكالات السياحية أن الانهيار التاريخي للعملة الوطنية مقابل كل من الأورو والدولار والجنيه الاسترليني، سيكون له تأثير كبير على رحلات الجزائريين للخارج خلال نهاية السنة. وفي ذات السياق أوضحت السيدة يخلف أن معظم البرامج السياحية تفتقد للوجهات الداخلية في عروضها والمبرمجة خصصت جبال الهڤار والطاسيلي وصحراء تاغيت وجانت كوجهات لقضاء عطلة نهاية السنة لأسباب تعتبرها هذه الوكالات تتعلق بغياب التسهيلات من طرف السلطات المحلية بالإضافة إلى غلاء الخدمات على مستوى الفنادق والمنتجعات السياحية هناك، حيث يشير أصحاب الوكالات أن قضاء عطلة نهاية السنة في إحدى هذه المناطق يكلف الجزائريين ضعف ما يدفعونه مقارنة مع وجهات أخرى، وهو ما جعل هذه الوكالات تتحفظ على عروضها. وعن نسبة الإقبال أوضحت المتحدثة أنه سيكون منخفض مقارنة بوقت مضى لأن زبائنهم أو المستهدفين من هذه العروض ليسوا عموم الجزائريين الذين يعانون ظروف اقتصادية صعبة وإنما من الطبقة الغنية، وحتى هؤلاء يضيف أصحاب الوكالات لن يكونوا بالأعداد التي كانت تسجل السنوات الماضية بسبب الظروف الحالية والتوجه العام الذي يعرفه المجتمع والذي لا يعترف إلا بعطلة واحدة وهي عطلة الصيف.