العلم والقميص الجزائري يغزوان شوارع تونس وإعلامها يتابع “الخضر” باهتمام ^ الرئيس بورڤيبة لا يزال يصنع الحدث السياحي في مرقده بالمنستير ^ تخفيضات لفائدة السيّاح الجزائريين وأكثر من 03 ملايين تنتظرهم سواحل تونس ينتظر آلاف التونسيين إن لم نقل كلهم، لا سيما فئة الشباب، إحداث الناخب الوطني رابح سعدان مفأجاة تشريف العرب والأفارقة في مونديال جنوب إفريقيا. وباتت أخبار “الخضر” تثير اهتمام التونسيين وإعلامهم وهو ما وقفت عليه “الفجر” بمختلف المدن التونسية.ولا يزال الرئيس التونسي السابق الفقيد لحبيب بورڤيبة يصنع الحدث السياحي بمرقده في مدينية المنستير. كما تنتظر السلطات التونسية تدفق أكثر من 03 ملايين سائح جزائري على أراضيها هذا العام، لاسيما وأنها أعطت تعليمات لتخفيض الأسعار للجزائريين. لم يعد جديد النخبة الوطنية لكرة القدم وأخبارها يستحوذ على اهتمام الجزائريين فقط، حيث ساهم تألق رفقاء كريم زياني في تصفيات كأس العالم ونهائيات أمم إفريقيا الأخيرة بأنغولا، وقبلها حادثة الاعتداء على حافلة “الخضر” بالقاهرة ومقابلة الند للند في ستاد القاهرة وبعدها ملحمة أم درمان بالسودان، بأن ينال الفريق الوطني اهتمام الجيران على غرار التونسيين. وهو ما وقفت عليه “الفجر” طيلة فترة وجودها بالعاصمة، بنزرتوالمنستير في رحلة نظمها الديوان السياحي التونسي، حيث لا حديث بين التونسيينوالجزائريين إلا عن أخبار “الخضر” وجديد اللاعبين والتكهنات حول إنجازاتهم في مونديال جنوب إفريقيا القادم. وبدا ذلك جليا بمطار قرطاج الدولي من خلال أسئلة الشرطة والجمركيين التونسيين التي كانت كلها تصب في معرفة أخبار الفريق الوطني إلى جانب هتافات الشعب التونسي للوفد الجزائري عند مخرج المطار حيث كانت تنتظرنا الحافلة “وان تو ثري فيفا لالجيري”، “تونس مع سعدان في المونديال”. وهي عبارات كانت كافية وتحمل رسائل قوية مفادها بأن الجارة تونس ستدعم الفريق الوطني في المونديال من جهة ومن جهة أخرى تمكن المدرب سعدان من غزو قلوب العرب، لا سيما بعد أن شرفهم في كأس إفريقيا ليصبح بذلك اسم عربي جزائري من ذهب على غرار ما يذكره الأشقاء عن الرئيس الراحل هواري بومدين والرئيس عبد العزيز بوتفليقة. القميص والراية الوطنية يغزوان ويزينان الشوارع التونسية لم يكن التعطش لمعرفة أخبار رفقاء القائد يزيد منصوري في مطار قرطاج فقط كما كنا نعتقده، بل زاد حدة في مدينة المنستير الساحلية التي أقمنا بها، إذ بادرنا عون استقبال الفندق السيد السعد بن يوسف بنفس الأسئلة التي سمعناها في المطار، مؤكدا أن كل التونسيين سيقفون وقفة رجل واحد لمؤازرة الشيخ الحكيم “سعدان” في المونديال، مستدلا بالراية الوطنية التي كانت معلقة عند مدخل الفندق. دفعنا الفضول لمعرفة لماذا يسمى الناخب الوطني بالحكيم فقال: “الشيخ سعدان له صفات أهل البادية الصحراوية، قليل الكلام وكثير النتائج. يكفيه فخرا أنه عاد بمجد الكرة الجزائرية من بعيد”. وهي نفس العبارات تقريبا التي سمعناها من كل عمال وموظفي الفندق، لتؤكدها الصور الحية التي وقفنا عليها بشوارع بنزرتوالمنستير بالإضافة إلى القصبة التونسية المحاذية لجامع الزيتونة العريق، حيث لا يخلو محل خاصة محلات بيع المنتجات التقليدية من الراية الجزائرية. كما أصبحت قمصان لاعبي “الخضر” لا سيما تللك التي دوّن عليها اسم صايفي، مغني، مطمور، يزيد منصوري ..... هي الأخرى مطلوبة بكثرة. وتزينت بعض الشوارع التونسية بالأخضر والأبيض، لا سيما من ذوي الأصول الجزائرية وأبناء الزواج المختلط، وهو حال “عماد 22 سنة ابن لأب جزائري ينحدر من سكيكدة وأم تونسية” الذي التقيناه أمام فندق “إفريقيا” وسط العاصمة التونسية وهو يرتدي قميص مراد مغني. قال عن هذا القميص في دردشة جمعتنا به “إنه أصبح الأفضل لدي”. مضيفا “إن ارتداء هذا القميص هو أضعف الإيمان للوفاء لرائحة البلاد التي لا تختلف أجواؤها كثيرا عن أجواء العاصمة تونس”. ومن المواقف الطريفة أن التجار التونسيين لا يتوانون في طلب تزويدهم بالراية الجزائرية، لا سيما من الأحجام الصغرى خاصة إذا لجأوا إلى تخفيضات في سلعهم لصالح الزبون الجزائري وهو ما وقفنا عليه في عدد من متاجر القصبة التي كانت تنبعث منها أغاني رياضية جزائرية جُلبت من مدينة عنابة عن طريق سائقي سيارات الأجرة حسب ما أدلى به أحد التجار الذي أكد أن تونس هي أولى بمؤازرة الجزائر في المونديال نظير رابطة القرابة والدم والتي زادتها قوة رابطة التاريخ والجغرافيا. الإعلام التونسي يتابع خطوات سعدان وكتيبته باهتمام لم يكن هذا الاهتمام الكبير والملفت للانتباه بشؤون المنتخب الوطني لكرة القدم بالجمهورية التونسية شأنا شعبيا وشبابيا فقط، بل تعدّاه إلى الإعلام الوطني التونسي مسموعا أو مرئيا أو مكتوبا، لا سيما هذا الأخير، حيث خصصت الجرائد التونسية وباللغتين مساحات معتبرة لمتابعة كل تطورات تحضيرات أشبال سعدان وتنقلات اللاعبين ووجهاتهم المستقبلية بتحليلات يومية تؤكد في مجملها أن المنتخب الجزائري له كلمته على أرض جنوب إفريقيا وسط الكبار، وحجتها في ذلك أن الكرة الجزائرية كرة مفاجآت ومناسبات كبرى لا سيما أمام الكبار. وفي نفس السياق، تكون قناة نسمة المغاربية التلفزيونية التي تتخذ من تونس مقرا لها قد ضبظت عقارب ساعتها على المونديال وهيأت استديوهاتها للحدث عنه، لا سيما وأن الأمر يتعلق بالجزائر كمنتخب مغاربي وحيد في المنافسة الكروية العالمية، فهل سيحقق أبناء سعدان طموحات العرب والمنطقة المغاربية في جوان المقبل؟ ضريح بورڤيبة مقصد السياح بعيدا عن الرياضة وفي بوابة التاريخ والسياسة، لا يزال الرئيس التونسي الراحل لحبيب بورڤيبة يصنع الحدث السياحي في تونس بمرقده وسط مسقط رأسه بمدينة المنستير، حيث لا يمكن لأي سائح أن يدخل هذه المدينة الساحلية الخلابة دون أن يزور ضريح الرئيس بورڤيبة، الذي حوّل إلى متحف ضخم، يطل على البحر ويتوسط الزوايا القرآنية. وأصبح هذا المتحف مقصد الآلاف من السيّاح، لا سيما الأوربيين من مؤرخين ألمانيين ورورسيين وإيطاليين ومعجبين بشخصية بورڤيبة، وهو ماوقفنا عليه طيلة تواجدنا بالمتحف. ويعتبر هذا المتحف الذي أسس بعد وفاته كعربون وفاء له، حيث أوصى باطلاع جميع التونسيين وزوارها على كيفية حياته ونضاله إلى غير ذلك من جوانب حياته الشخصية، ما جعل الرئيس بورڤيبة - حسب الكثير من السيّاح - يصنع الحدث السياحي في تونس حتى بعد وفاته. تخفيضات منتظرة للسياح الجزائريين تتوقّع السلطات التونسية حسب التصريحات التي أدلى بها فوزي البصلي، مدير الديوان الوطني للسياحة التونسيةبالجزائر، لممثلي وسائل الإعلام الوطنية أن يصل عدد السيّاح الجزائريين إلى مختلف المناطق التونسية 03 ملايين سائح خلال السنة الجارية 2010، لا سيما وأن عددهم تجاوز 70 ألف سائح خلال شهر رمضان لعل أكثرهم توجه إلى مدينة القيروان التي تمتاز بالسياحة الإسلامية والعربية الأصيلة. ولضمان هذا التدفق من الجزائريين نحو مختلف السواحل، لجأت السلطات التونسية - حسب نفس المصدر - إلى تخفيضات هامة للجزائريين مقارنة بباقي الجاليات وذلك لعدد من الاعتبارات، منها العلاقات الممتازة التي تجمع الشعبين والدولتين إلى جانب احتلال السيّاح الجزائريين المرتبة الأولى مقارنة بنظرائهم الأوربيين والأمريكيين، لا سيما بعد أن تراجعت هذه الأخيرة بعد الأزمة العالمية الاقتصادية الأخيرة. وعلى هذا الأساس، تزخر بإمكانيات سياحية ضخمة منها الهياكل القاعدية التي بلغت أكثر من 700 وحدة فندقية بإجمالي 200 ألف سرير، لأغراض متعددة وفي مقدمتها السياحة الساحلية أو البحرية التي تبقى أكثر رواجا في الفترة الصيفية بتونس، لا سيما وأن بنزرتوالمنستير تمثل أكثر من 20 بالمئة للواجهة البحرية. وتستغل تونس واجهتها الساحلية أيضا في سياحة الغوص البحري وأسست لتدعيم هذا النشاط جامعة تونسية للأنشطة ما تحت المائية، ما جعل الإيطاليين أكثر تدفقا على سواحل تونس في السنوات الأخيرة لهذا الغرض، إلى جانب السياحة الصحراوية لا سيما بمنطقة جربة، خاصة وأن الصحراء التونسية تجمع بين البحر والصحراء. وتركز تونس حسب شروحات مسؤولي القطاع لوسائل العالم الوطنية في الفترة الأخيرة على الساحة الرياضية حيث يحج إليها أكبر الأندية في اختصاصات رياضية مختلفة لتحضير البطولات والمنافسات الهامة. وعلى هذا النحو، اعتادت العديد من الأندية الجزائرية لكرة القدم - حسب نفس المصدر - التحضير بمختلف منتجعات سوسةوالمنستير والحمامات كشباب بلوزداد، أهلي برج بوعريريج، مولودية وهران، وفاق سطيف وغيرها .. وتعكف السلطات التونسية في السنوات الأخيرة أيضا على تكثيف ما يعرف بسياحة المؤتمرات في مجالات مختلفة، حيث احتضنت أكثر من 300 مؤتمر عالمي وأنشأت لهذا الشأن ما يعرف ب “مكتب تونس لتنظيم المؤتمرات”. ولا تقل السياحة الثقافية شأنا، حيث تحتضن تونس على مدار السنة أكثر من 40 مهرجان دولي أهمها مهرجان قرطاج الدولي للسينما، بحضور كبار الشخصيات العالمية في مجال الفن السابع والموسيقى. وسمح هذا التطور في السياحة الثقافية بتنشيط تدفق عالمي لإنتاج وتصوير الدرامات والأفلام العالمية في مختلف مناطق تونس لما تزخر به من مواقع أثرية وسياحية هامة.