عشية الاحتفال برأس السنة الميلادية، التي تتزامن مع العطلة الشتوية، تتزايد المخاوف من تخريب المواقع الأثرية، بحظيرة الطاسيلي من قبل السياح خاصة الجزائريين منهم، حيث تم تسجيل العشرات من الانتهاكات على المعالم الأثرية. وجهت مديرة الحظيرة الوطنية الثقافية للطاسيلي، نيابة إيليزي، عبر "الشروق"، نداء إلى جميع الزوار القادمين خلال هذه العطلة، إلى منطقة الطاسيلي، من أجل السياحة والاستمتاع بالمناظر الصحراوية، أو من أجل قضاء احتفالات رأس السنة، تدعوهم فيها إلى المساهمة في حماية الحظيرة، وذلك بالتقيد والامتثال لقوانين حماية التراث، وذلك بإخطار مصالح الحظيرة عن دخولهم إلى حدودها، وتحديد الأماكن المرغوب في زيارتها، بحيث إنه ليست جميع المواقع مفتوحة ومسموحة للزوار، بل هناك العشرات من المواقع الأثرية المغلقة التي لم تجر عليها الأبحاث بعد، كما دعت مديرة نيابة إيليزي إلى الاختيار الجيد لأماكن التخييم، وذلك بالابتعاد عن المواقع الأثرية التي توجد بها نقوش صخرية ورسومات جدارية، من أجل الحفاظ على هذه الأماكن، حيث إن التخييم بجانب هذه المواقع يجعلها عرضة لعمليات التخريب، وهذا ما تم تسجيله من طرف أعوان الحظيرة في العشرات من المرات، حيث يتفاجؤون برمي الأوساخ والقمامة خلفهم. حيث أكدت ذات المتحدثة على ضرورة الحفاظ على نظافة الأماكن التي يخيم فيها السياح، كما كشفت أنها رفقة أعوانها يقومون بتنظيف جميع المواقع في بداية كل موسم سياحي، وعليه فلابد على كل سائح من حمل مخلفاته في أكياس ورميها في الأماكن المخصصة لذلك، كما أكدت على ضرورة دفن النار بعد نهاية التخييم، لأن الرياح تأخذ الرماد إلى الرسومات، ما يتسبب في محوها مع مرور الزمن.
أسماء وأرقام هواتف على رسومات الطاسيلي وكشفت مديرة حظيرة الطاسيلي نيابة إيليزي، أنها قد دقت ناقوس الخطر حول ظاهرة التخريب، بالكتابة على جدران الجبال، حيث يتم العثور على أسماء وعناوين وأشخاص، وأسماء شركات تعمل بالمنطقة، بل وحتى أرقام الهواتف، سواء فوق الرسومات أم على صخور الجبال، مستخدمين دهانات بألوان مختلفة، ما يؤكد أن النية مبيتة للقيام بهذه الأفعال، وبهذا الصدد دعت إلى تجنب هذه الأعمال التي من شأنها تخريب إرث حضاري إنساني عمره ملايين السنين، كما حثت المغامرين على تجنب تسلق الجبال التي توجد بها رسومات جدارية أو نقوش، لكون تلك الجبال تمثل حقبة زمنية لابد من المحافظة عليها، وأن الدوس على طبقات تلك الجبال قد يخربها، مؤكدة في الوقت نفسخ أن الجبال الأخرى يسمح بتسلقها.
أعوان الحظيرة يتعرضون للسب من طرف السياح الجزائريين وعن التصرفات الخطيرة واللامسؤولة من طرف بعض السياح الجزائريين، أكدت ذات المسؤولة أن أعوان الحراسة في العديد من المواقع السياحية، يتعرضون للسب والشتم وقلة الاحترام، من طرف بعض المحسوبين على السياح، وذلك عندما يتدخل الأعوان من أجل تقديم إرشادات وتوجيهات، أو في حال تسجيل تجاوزات، محذرة بأن كل من لا يحترم هذه التعليمات والتوجيهات من طرف أعوان الحظيرة المنتشرين عبر المواقع السياحية الأكثر ارتيادا والأكثر أهمية، يجعلهم عرضة للطرد، خاصة بمواقع ''واد جرات- ديدر- تيغرغرت''، حيث دعت إلى احترام الأعوان، وأن عملهم توجيهي للمحافظة على حظيرة الطاسيلي لا أكثر.
السكان المحليون والوكالات السياحية معنية بحماية الطاسيلي أما بخصوص الوكالات السياحية التي تجلب العشرات من السياح، سواء أجانب أم جزائريون، فقد دعت مديرة حظيرة الطاسيلي نيابة إيليزي، أصحابها وحتى السكان المحليين الذين يحظون بزيارة الضيوف والمعارف، إلى التقرب إلى مصالح الحظيرة من أجل الحصول على رخصة، لمعرفة المواقع التي يراد زيارتها، مع الحرص على مراقبة السياح أثناء تجولهم، وعدم تركهم لوحدهم، مؤكدة أن الحفاظ على التراث هو مسؤولية الجميع، من سكان محليين ووكالات وجمعيات ومجتمع مدني وكافة أطياف المجتمع، وكذا السلطات المحلية والأمنية، من أجل الحفاظ على الإرث الحضاري لأكبر متحف على الهواء الطلق في العالم وهو حظيرة الطاسيلي.