عثر قبل أيام شباب من بلدية الدبداب الحدودية شمال ولاية ايليزي، على رسومات جديدة لرجل الكهف، و التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، ما يدل على أن رسومات الطاسيلي لم تكتشف بشكل كلي بعد. وجاء هذا الاكتشاف عندما كان الشباب في جولة ترفيهية، بوادي تين فوشي الذي يبعد عن مقر البلدية بحوالي 120 كيلومتر، قبل أن يعثر عليها أحدهم بمحض الصدفة، والتي تتمثل في رسومات للرجل البدائي، يعيش حياته اليومية من صيد للحيوانات وغيرها، بالإضافة إلى أشكال غريبة أخرى، أين أكدوا للشروق وجود عدة رسومات أخرى بالمنطقة، فيما رفض الإفصاح عن مكانها الحقيقي، خوفا من تدنيسها وإفسادها من قبل الإنسان، مثلما يحدث حاليا في رسومات حظيرة الطاسيلي، والتي تعرضت إلى تشويه حقيقي من قبل الإنسان، وهذا ما يخشاه هذا الشاب، مطالبا بتصنيف هذه الرسومات من قبل حظيرة الطاسيلي، لتدخل ضمن الآثار التي يجب حمايتها على مستوى الوطن، فيما أكد مواطنون آخرون، عن وجود العشرات من الرسومات الأخرى، وكذا غابات متحجرة بالمنطقة، والتي كان يزورها السياح سنوات الثمانينات والتسعينات، ولكنها أصبحت عرضة للإهمال في الوقت الحالي. لتتعالى مجددا الأصوات من أجل إعادة ضبط حدود الحظيرة الثقافية للطاسيلي بايليزي، والتي توقفت حدودها على بعد حوالي ثلاثين كيلومترا شمال مقر عاصمة الولاية، بحيث أن هناك رسومات ونقوشا تعود لرجل الكهف أيضا بمنطقة زرزايتين شرق مدينة ان امناس، والتي تعرضت للنهب خلال السنة الماضية، من قبل عمال بعض الشركات البترولية التي كانت تنشط بالمنطقة، مثل ما أكده نشطاء جمعويون للشروق اليومي، أين تم نزع الحجارة كاملة، مثلما تظهره الصور التي تحصلت عليها الشروق اليومي، فيما أكد رئيس جمعية نشطة في هذا المجال، بأنه بصدد القيام بالتنقل إلى مواقع أخرى، محاذية للحدود الليبية، يخشى تعرضها للتخريب أيضا، من أجل القيام بإعداد تقرير حول ذلك، أما بمنطقة برج عمر إدريس، أو تماسين كما يحلو للبعض تسميتها، والمعروفة ببوابة الطاسيلي، فتحوي عشرات المناطق الأثرية غير المصنفة وطنيا ولا عالميا، وذلك بكل من منطقة تاهيهاوت التي تعتبر متحفا على الهواء الطلق، من رسومات للرجل البدائي، وكذا منطقة تيفرنين التي تتربع على نقوش كثيرة، أما منطقة الطبطاب، فهي فضاء يحوي العشرات من الأدوات الحجرية لإنسان ما قبل التاريخ. أما منطقة عين القو فقد تعرضت إلى التخريب والنهب، بفعل السياح الذي يأتون إلى مناطق غير مصنفة، وبالتالي فهم يقومون بنهب الآثار، في ظل عدم وجود رقابة على المنطقة، ناهيك عن حصن فلاتيرز التاريخي، والذي يعود إلى العصر الفرنسي. كل هذه الآثار وأكثر، أصبحت عرضة للنهب والتخريب، في ظل عدم تصنيفها ضمن الآثار الواجب حمايتها، وهو ما يعتبر إجحافا في حق هذه المناطق بكل من الدبداب، ان امناس، برج عمر إدريس. وحسب المعلومات المتوفرة لدى الشروق، فقد تم إعداد ملف من أجل تصنيف بوابة الطاسيلي تماسين ضمن حظيرة الطاسيلي، لكن هذا الملف لم ير النور منذ سنة 2012، وفي رده على سؤال السيناتور عباس بوعمامة عن ولاية ايليزي، حول عدم تصنيف المعالم الأثرية ضمن حظيرة الطاسيلي، بالرغم من صدور المرسوم الرئاسي بإعادة تصنيف المواقع الأثرية، كشف وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، بأن هناك مشروعا لتوسعة حظيرة الطاسيلي، لتشمل كلا من إن امناس وبرج عمر ادريس، وذلك في انتظار اجتماع اللجنة الوطنية لتصنيف الممتلكات الثقافية. فيما صرح مدير الثقافة لولاية ايليزي للشروق، بأنه سيقوم بمراسلة البلديات الثلاث، من أجل تزويده بجميع المواقع الأثرية التي تملكها كل بلدية، من أجل بداية العمل على تصنيفها وطنيا وحتى عالميا لحمايتها.