يطالب أصحاب الوكالات السياحية بولاية ايليزي، من مسؤولي قطاع السياحة وقطاع الثقافة، بضرورة التدخل لوقف التخريب شبه الممنهج الذي تعرفه المواقع السياحية بالطاسيلي، جراء عدم مراقبة السياح الوطنيين، الذين يتنقلون في إطار غير مقنن نحو تلك المواقع. وكشف ممثل الوكالات السياحية بولاية ايليزي، موسى عوامر، خلال اللقاء الأخير مع وزير السياحة بمدينة جانت، أن المواقع السياحية، التي تعتبر وجهة سياحية مفضلة، ومهمة بالنسبة للسياح، تضررت خلال العامين الماضيين، بنسبة لم تعرفها منذ الاستقلال، كما طالب بضرورة تدخل مصالح الحظيرة الوطنية للطاسيلي، والمصالح الأمنية، وإلزام كل زوار تلك المواقع، باحترام الهوية والتاريخ والموروث، الذي تزخر به المواقع السياحية بالطاسيلي، من خلال التنقل في إطار منظم ورفقة الوكالات السياحية ومع مرشدين سياحيين، حيث طالب ذات المسؤول بضرورة تطبيق صارم للقانون، لحماية التراث الذي تحويه المواقع والمناطق السياحية. وتتمثل مظاهر التخريب والتلويث الذي تتعرض له المواقع السياحية، في الكتابة بالطلاء على الصخور، وتخريب الرسومات التي يعود بعضها لما قبل التاريخ، بينما تحولت بعض المواقع السياحية إلى مكان للنفايات، التي يتم التخلص منها من طرف بعض الزوار في مكان تنزههم، وتعتبر حماية التراث المادي والموروث الثقافي بالحظيرة الوطنية للطاسيلي، أمرا في غاية الصعوبة، بالنظر لشساعتها، وضعف وقلة إمكانيات الحظيرة الوطنية للطاسيلي، في مراقبتها، حيث تتجاوز مساحتها ال135 ألف كيلومتر مربع، وكذا غياب أي رادع يتمثل في معاقبة أشخاص قاموا بالاعتداء على المواقع الأثرية، وكذا غياب فرق متنقلة تختص في حماية المواقع من المخربين، غير أنه ورغم ذلك يبقى نشر الوعي هو أهم وسيلة للحفاظ على آثار حضارة عمرت المنطقة منذ آلاف السنين قبل الميلاد، بسبب صعوبة إيجاد ما يكفي من الوسائل المادية والبشرية التي يمكن نشرها لحماية حظيرة بهذا الحجم والأهمية التاريخية، حيث يبقى السائح الوطني، أهم المتهمين في إلحاق الضرر الذي طال الموروث الثقافي في الطاسيلي.