استيقظ سكان حي عباس بمدينة قسنطينة، صبيحة الجمعة، على وقع فاجعة العثور على التلميذ "محمد هيثم موسلي"، البالغ من العمر 11 سنة، جثّة هامدة معلقة من الرقبة، داخل حمام مسكن عائلته. الحادثة التي اهتزت على وقعها مشاعر كل سكان الحي وقعت في الساعة الأولى من صباح أمس الجمعة، عندما عثرت العائلة على ابنها "محمد هيثم" معلقا من رقبته بوشاح رجال كان يضعه والده على رقبته، داخل حمام المنزل، لتتعالى الأصوات ويتدخل الجيران لنقل الطفل إلى المستشفى، آملين في إنقاذ حياته، إلاّ أنه لفظ أنفاسه الأخيرة، حسب شهود عيان قبل اكتشاف جثته. حسب ما ذكرت مصادر من الحي، فإن الطفل محمد هيثم موسلي المتمدرس في السنة أولى بالطور المتوسط بإكمالية حيحي المكي، وهو أكبر إخوته الثلاثة، ودأب على ممارسة تطبيق "الحوت الأزرق" في لعبة لتحدي مراحله، حتى بلغ المرحلة الأخيرة لتحدي الموت، ما دفعه لوضع حد لحياته، شنقا بالوشاح الذي أنهى به حياته، وأكدت مصادر وجود رسومات بآلة حادة على ذراعه تحمل شكل الحوت، وهو ما يعزز فرضية ممارسة الطفل لهذا التطبيق القاتل، والذي كان سببا مباشرا في هلاكه بهذه الطريقة البشعة. وقد شهد بيت عائلة "موسلي" الكائن بالنهج الجديد "ف" بحي عباس بمدينة قسنطينة، منذ انتشار خبر وفاة هيثم، صبيحة أمس، توافد العشرات من المواطنين، الذين جاءوا من مختلف أرجاء المدينة لمواساة العائلة المفجوعة وتقديم التعازي لها، في ابنها، الذي كان متميزا بذكائه بين أقرانه، في الحي وفي المتوسطة، وسط دهشة وذهول أفراد الأسرة، الذين لازالوا تحت وقع صدمة انتحار ابنهم. وفي الوقت الذي باشرت مصالح الأمن تحرياتها وتحقيقاتها للتأكد من أسباب وخلفية هذه الحادثة الأليمة، فقد استلمت العائلة جثة ابنها وتم تشييع جنازته عصر أمس إلى مقبرة زواغي سليمان، وسط استنكار كبير من طرف المواطنين الذين طالبوا الجهات المعنية والسلطات العليا بضرورة التدخل لاتخاذ كل التدابير والإجراءات اللازمة لحجب هذا التطبيق القاتل والذي أخذ في الزحف على أرواح الأبرياء من الأطفال المراهقين، وتسبب في هلاك العديد منهم على مدار الأشهر القليلة الماضية، في مختلف جهات الوطن. ويعتبر محمد هيثم موسلي أول ضحية قتله "الحوت الأزرق" بمدينة الجسور المعلقة، في حين تفطن أساتذة ابتدائية حسن جبيرة بحي بومرزوق بقسنطينة، منتصف شهر ديسمبر الماضي لإصابة 6 تلاميذ في الطور الإبتدائي لا تتجاوز أعمارهم 11 سنة، بأعراض ممارسة لعبة الحوت الأزرق، لتسارع إدارة المؤسسة ومديرية التربية بالولاية للتكفل بحالاتهم، قبل بلوغهم المراحل المتقدمة من اللعبة التي كادت تتسبب في هلاكهم جميعا.