تتواصل معاناة الجهة الجنوبية من مدينة برج باجي المختار الحدودية الواقعة على بعد 800 كلم جنوب عاصمة الولاية أدرار، حتى ونحن في عزّ أيام الشتاء، بحيث جدد الساكنون بهذه المناطق مطالبتهم السلطات المحلية بضرورة ربط مساكنهم بمياه الشرب بحيث دخلت معاناتهم مع أزمة مياه الشرب عامها السابع من دون أن تتخذ السلطات المحلية إجراءات لحل هذا المشكل. ورغم نداءات السكان المتكررة لا تزال المعاناة متواصلة، مع عمق المياه من سطح الأرض لعدة أمتار ما صعب الحصول عليها بواسطة حفر آبار متوسطة، ما تطلب تدخل الدولة بالمنطقة من أجل حفر آبار عميقة تضمن توفير مياه الشرب للقاطنين بهذه المنطقة الحدودية والتي عرفت خلال السنوات الأخيرة نزوح عشرات العائلات الجزائرية التي كانت على التراب المالي والتي معظمها من البدو الرحل بعد تدهور الوضع الأمني هناك. ويتخوف هؤلاء مع حلول فصل الصيف، كيف لهذه العائلات أن تتحمل موجة الحرارة في ظل غياب مياه الشرب بالمنطقة، حيث يضطر الكثير من السكان إلى جلب مياه الشرب من الأودية البعيدة وغير المعالجة. من جهة أخرى، علمنا من مصادر ببلدية برج باجي المختار أن هناك مشاريع هامة تخص توصيل مياه الشرب إلى المناطق النائية، والتي من بينها مشروع هام يخص هذه المنطقة بالضبط لإنهاء معاناة هؤلاء والذي تم تسجيله، وينتظر فقط الانطلاق في تجسيده قريبا. ويتطلع سكان هذه الجهة إلى تسجيل مشاريع إنمائية، تخص التهيئة العمومية وقنوات الصرف الصحي والإنارة العمومية وغيرها، خاصة وأن بلدية برج باجي المختار الحدودية تعتبر المنطقة الوحيدة على مستوى الولاية، والتي بقيت متأخرة في تجسيد مشاريع تنموية تفك عنها العزلة وتجعلها في مصف البلديات والمناطق الناجحة تنمويا، سيما خلال السنوات الأخيرة التي عرف مطار برج باجي المختار، تجديدا وتوسيعا لمدرجه بحيث أصبح يستقبل الطائرات من الحجم الكبير، وفكّ العزلة على الجهة وانتعشت فيه المؤسسات العاملة بالمنطقة وتمكن الموظفون من الاستقرار هناك.