تجاوز أمس مقياس حرارة الجو عبر إقليم ولاية قالمة 45 درجة مئوية، مما أجبر المواطنين على الإلتزام بالمكوث داخل مساكنهم هربا من لفح حرارة الجو، وارتفاع نسبة الرطوبة الخانقة التي تسببت في إحداث شلل شبه تام بشوارع المدينة وإصابة العديد من الأشخاص بوعكات صحية، نقلوا على إثرها إلى مصالح الإستعجالات عبر مختلف المؤسسات الإستشفائية بالولاية والتي استقبلت حسب مصادر مطلعة نهار أمس ما لا يقل عن 72 شخصا تراوحت أعمارهم بين 56 سنة و82 سنة... كان أغلبهم يعانون من بعض الأمراض المزمنة، خاصة منها مرض الربو والحساسية وضيق في التنفس إضافة إلى بعض حالات المصابين بمرض القلب والسكري وارتفاع ضغط الدم، وغيرها من الأمراض الأخرى. وفي ظل هذه الظروف المناخية الصعبة لم يعد للڤالميين مكانا يهربون إليه، للترفيه عن أنفسهم، خاصة أمام قلة أو بالأحرى انعدام مرافق التسلية والترفيه العائلية، والتي من شأنها التخفيف من معاناة مواطني هذه الولاية التي افتقدت كل شيء حتى إلى راحة سكانها الذين حكم عليه القدر بأن يلجأوا في كل مرة إلى الولايات المجاورة بحثا عن الراحة والإستجمام، فأصحاب الإمكانات يذهبون في هذه الفترة إلى تونس من أجل قضاء بعض الأيام في السياحة والإستجمام والإستمتاع بمناظر سواحلها وخدماتها السياحية الراقية، فيما يكتفي الأقل منهم شأنا باللجوء إلى الرحلات الجماعية والعائلية التي تنظمها بعض جمعيات الأحياء والتنقل لقضاء عطلة نهاية الأسبوع في شواطئ القالة أو عنابة وحتى سكيكدة، بينما يبقى المصنفون في آخر سلم الطبقات الإجتماعية يترقبون مصيرهم المجهول ويتخبطون من يوم لآخر بين سندان حرارة الجو ومطرقة الروتين الممل، لتشابه الساعات والأيام المثقلة بهموم المواطنين في هذه الولاية التي افتقدت إلى روحها منذ عدٌة سنوات بعد أن سقطت وعود المسؤولين المحليين التي قطعوها على أنفسهم منذ عدة سنوات في الماء بعد أن تعهدوا بجعل ولاية قالمة قطبا سياحيا واقتصاديا هاما، لكن مضت الأشهر والسنين ولازالت دار لقمان على حالها بسبب البيروقراطية من جهة، وكذا غياب مبادرات ترغيب المستثمرين ودفعهم لتجسيد مشاريع سياحية ضخمة من شأنها دفع الحركة السياحية والثقافية وحتى الإقتصادية بهذه الولاية التي تزخر بإمكانات سياحية منقطعة النظير، لكنها تبقى طي التجاهل والنسيان.