قالت باحثة ايطالية متخصصة في شؤون الهجرة السرية أن أزمة البترول الذي يعتمد الاقتصاد الجزائري عليه بنسبة كبيرة، هي التي دفعت بالحراقة من هذا البلد نحو جزيرة سردينيا، وزعمت ان "رغبة الجزائريين في تقليد الأوروبيين والعيش مثلهم دفعتهم إلى قوارب الحرقة". ونقل موقع "affarinternazionali " الذي هو الواجهة الإلكترونية للمعهد الايطالي الدولي للأعمال، عن الباحثة المتخصصة في شؤون الهجرة أريانا أوبينو، بأن "الاقتصاد الجزائري الذي يدور حول المحروقات بنسبة كبيرة، لم يعد اليوم قادرا على امتصاص قطاع هام من الشباب طالبي الشغل، الذين وجدوا أنفسهم من دون عمل ومن دون آفاق واضحة". وذكرت ذات المتحدثة التي وصفت "بالمتخصصة في شؤون الهجرة الجزائرية" بأن رغبة الشباب الجزائري في تقليد الأوروبيين والعيش مثلهم على غرار طريقة الملبس والحاجة للعيش في بلد ديمقراطي لائكي، هي التي تسببت في هذا النزوح للمهاجرين السريين الجزائريين، وتدفعهم للمغامرة عبر قوارب من دون وثائق ولا أموال. ووفق هذه "الباحثة" فإن هناك شعورا بغياب الآفاق لدى الشباب الجزائري خاصة فئة 20 إلى 35 سنة، ولذلك هم يغامرون بحياتهم من أجل بلوغ أوروبا سواء فرنسا أو دولة أخرى، وخصوصا في ظل الندرة في سوق العمل وانتشار أكثر للتيار الإسلامي في المجتمع الجزائري ! ونشر ذات الموقع احصائيات عن وصول الحراقة الجزائريين إلى جزيرة سردينيا، إلى غاية أكتوبر الماضي حسب أرقام رسمية لوزارة الداخلية، حيث بلغ عدد الواصلين 1930 شخص منهم 50 امرأة، و5 رضع، إضافة ل42 قاصرا من دون مرافق، وهي أرقام تفوق ذرة سنوات الحرقة سابقا (2006 و2007) حين بلغ عدد الوافدين من الجزائريين ذات الجزيرة 1500 شخص سنوي. وتعتزم السلطات الايطالية تعديل اتفاقية مكافحة الهجرة السرية مع الجزائر حسب تصريحات وزير داخليتها ماركو مينيتي خلال الأسبوع الماضي خلال زيارة له إلى جزيرة سردينيا، مشيرا إلى أن المحادثات مع الجزائر تنصب حول إيقاف نهائي لعمليات انطلاق قوارب المهاجرين السريين، واعتماد نظام الترحيل المباشر لهم قبل بلوغهم البر الايطالي وأوربا.