سُجلت أزيد من 4000 حالة لداء السرطان بمختلف أقاليم ولاية الوادي إلى غاية أواخر شهر جانفي المنقضي، حسبما أفاد به رئيس المكتب الجهوي لجمعية "الفجر" لمساعدة الأشخاص المصابين بداء السرطان. وتتكفل الجمعية بالمرافقة والمتابعة الطبية ل 2500 حالة مسجلة لديها، من خلال ضمان العلاج الكيميائي والإشعاعي باعتبار أن 99 من المائة من المسجلين من الفئات الاجتماعية الهشّة، كما أوضح رئيس الجمعية محمد الزغدي. وبالإضافة إلى 1.500 حالة تتلقى دوريا العلاج الكيميائي بمصلحة الأورام والعلاج الكيميائي المستحدثة بالمؤسسة الإستشفائية العمومية بن عمر الجيلاني بعاصمة الولاية، فإن هناك أزيد من 500 حالة تتلقى العلاج الكيميائي والإشعاعي بباقي المراكز الجهوية لمكافحة السرطان عبر الوطن، أو حتى خارجه، يضيف ذات المتحدث. وتتوزع أغلب حالات الإصابة بداء السرطان عادة، حسب المصدر، بين ستة أنواع من السرطانات، وهي سرطان الثدي وعنق الرحم عند النساء والرئة والأمعاء الغليظة ''القولون'' والبروستات عند الرجال وسرطان الدم لدى الأطفال، لافتا إلى أن أزيد من 70 من المائة من الحالات مسجلة في أوساط النساء. ويصيب داء السرطان شهريا أزيد من 20 شخصا ويفتك بحياة عشرة آخرين في نفس المدة الزمنية، وهي إحصائيات مخيفة، كما ذكر السيد الزغدي، تستدعي من القائمين على قطاع الصحة وضع آليات كفيلة بوضع حد نهائي لهذه الوتيرة المتصاعدة لحالات الإصابة بهذا الداء الخطير. وأرجع ذات المتحدث تزايد عدد الوفيات بهذا المرض القاتل إلى اكتشافه في المرحلة الثالثة منه، وهي مرحلة متأخرة تستعصي طبيا خضوع المصاب إلى العلاج الكيميائي والإشعاعي، ما يستدعي علميا خضوعه إلى العناية الطبية المركزة. وأشار أن هناك حالات مرضية لاسيما بالقرى النائية والمناطق المعزولة لم يتم تسجيلها لأن أصحابها لم يتمكنوا من القيام بفحوصات طبية لتشخيص أسباب تعرضهم لنوبات مرضية تسببت لهم في آلام حادة وعجز على مستوى عديد الأعضاء الحيوية للجسم وهي كلها أعراض سرطانية، لعدم توفر منشآت صحية بمناطقهم. وكشف محمد الزغدي عن أن الجمعية وبهدف تفعيل إستراتيجية الكشف المبكر عن مرض السرطان، لاسيما لدى فئة النساء تسطر برنامجا سنويا للتوعية يتمثل في تنظيم حملات تحسيسية مثل الأبواب المفتوحة والأيام الإعلامية وغيرها، لفائدة كافة شرائح المجتمع، الهدف منها غرس "ثقافة العلاج" في أوساط المجتمع باعتبارها الآلية الوحيدة التي تمكن من الكشف المبكر للداء، وتسمح بالقضاء على ظاهرة الكشف المتأخر للإصابة.
.. وضع المركز الجهوي لمكافحة السرطان حيّز الخدمة قريبا وفي إطار التكفل الأمثل بحالات بمرض السرطان سيتم ''في القريب'' وضع حيّز الخدمة المركز الجهوي لمكافحة السرطان بولاية الوادي. ويندرج هذا الإنجاز في إطار تجسيد الخريطة الصحية الوطنية المسطرة من طرف الوزارة الوصية الرامية إلى تحقيق تكفل أفضل بمرضى السرطان سواء من خلال تقريب هذه المرافق الطبية، أو توفير تجهيزات طبية كفيلة بمكافحة المرض. وقد بلغت نسبة تقدم أشغال إنجاز هذا المرفق الطبي الهام الواقع داخل الإقليم الجغرافي لبلدية عاصمة الولاية حوالي 99 بالمائة، والذي خصص له ضمن البرنامج التكميلي لدعم النمو غلاف مالي يقدر ب5.2 مليار دج موزع بين الدراسة والمتابعة والإنجاز، كما خصص لعملية التجهيز تزويد الجناح الطبي الجراحي بالمعدات الطبية الجراحية التي انطلقت مؤخرا بعد استكمال مراحل سير المناقصات والاستشارات لانتقاء المؤسسات المؤهلة. وتصل قدرة استيعاب هذا المرفق الطبي 140 سرير ويتوفر على ثماني مصالح طبية وجراحية، تتمثل في الفحص والتشخيص والتصوير الإشعاعي الطبي والطب النووي وتشخيص الأورام وتحليل الأنسجة والعلاج الإشعاعي والعلاج المكثف والتدخل الجراحي ومخبر التحاليل الطبية، حسب البطاقة التقنية للمشروع.
.. استلام قريبا مركز إيواء واستقبال مرضى السرطان سيتم استلام قريبا مشروع مركز استقبال وإيواء مرضى السرطان التابع للمكتب الجهوي لجمعية "الفجر" لمساعدة الأشخاص المصابين بداء السرطان. وبلغت نسبة إنجاز هذا المرفق ذي الطابع الاجتماعي الموجه أساسا للتكفل بخدمات إيواء ونقل مرضى السرطان القادمين من الولايات المجاورة مراحل جد متقدمة بلغت 70 من المائة، كما أوضح رئيس الجمعية. وتم التفكير في إنشاء هذا المرفق الذي يتسع ل 50 سريرا، من طرف الجمعية بالموازاة مع تسجيل مشروع وانطلاق ورشات إنجاز المركز الجهوي لمكافحة السرطان بالوادي، بما يساهم في تلبية الخدمات الاجتماعية للمرضى، لاسيما فيما تعلق منها بالنقل والإيواء. ويضم هذا المركز الواقع بحي أول نوفمبر بوسط مدينة الوادي بالإضافة إلى غرف الإيواء، مطعما ومكتبة وصيدلية وقاعة علاج. وتكفلت الجمعية بمختلف جوانب التمويل المالي المتعلقة بإجراءات الدراسة المعمارية والعمرانية للمشروع، بالإضافة إلى مراحل الإنجاز التي انطلقت منذ ثلاثة سنوات.