احتج العشرات من تلاميذ الطور الثانوي أمام مقر مديرية التربية بالبليدة، صبيحة الثلاثاء، حيث لم تمنعهم الأمطار المتهاطلة ولا برودة الطقس الشديدة من الاحتجاج لساعات، التلاميذ الغاضبون اعتبروا أنفسهم المتضرر الأول والأخير من الإضراب الذي دعت إليه نقابة الكنابست والمتواصل منذ أزيد من شهرين معتبرين قرار استبدال أساتذتهم المضربين بآخرين مستخلفين غير صائب. مستغربين عدم تعاطي أي طرف مع مطلبهم الأساسي والوحيد باستئناف الدراسة، وأوردوا أنه بات لزاما على الوزارة الوصية الاطلاع على كثب عما يحصل بالأقسام التي أسندت مهمة التدريس فيها لأساتذة مستخلفين، فالمعلومة حسبهم "لا تصل" وغاب الفهم لدى غالبية التلاميذ بالنظر لأن الأساتذة الجدد يفتقدون مهارات التعامل معهم لاسيما تلاميذ الأقسام النهائية ويفتقدون للخبرة، وتساءل هؤلاء عن مصيرهم لاسيما وأن امتحان البكالوريا على الأبواب، مطالبين باتخاذ تدابير خاصة لتلاميذ ولاية البليدة وتحديد عتبة الدروس، لاسيما وأنه لم يتسن لهم التطرق لمحتوى البرنامج الدراسي بسبب الإضراب. وانتقد المحتجون موقف وزارة التربية التي لم تتخذ أي قرار من شانه وقف إضراب الأساتذة مستغربين ما سموه إلزامهم بالحضور إلى المؤسسات التعليمية لساعات رفقة أساتذة مستخلفين لم يقدموا لهم أي جديد، داعين بضرورة إرجاع أساتذتهم الأصليين أو تعويضهم بأساتذة ذوي خبرة. من جهتهم أعرب عدد من الأولياء الذين رافقوا أبنائهم في مسيرتهم الاحتجاجية نحو مديرية التربية بضرورة تدخل أعلى السلطات في البلاد لوقف المهزلة التي راح ضحيتها التلاميذ بالبليدة حيث تقاذفتهم الوزارة الوصية ونقابة الكنابست على حد سواء، حيث غابت مصلحة مئات المتمدرسين الذين بات مصيرهم مجهولا وشبح السنة البيضاء يلوح في الأفق، من جهتهم نظم تلاميذ ثانوية الفتح بالبليدة وقفة تضامنية لمساندة أساتذتهم المضربين عن العمل معتبرين استبدال أستاذ مضرب بأخر مستخلف أجراء غير قانوني.