ووريّ بعد ظهر الخميس، جثمان المجاهد الراحل عمار بن عودة عضو جماعة 22 المفجرة لثورة التحرير، الثّرى بمقبرة زغوان في عنابة بحضور وزير المجاهدين الطيب زيتوني والأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني ولد عباس، وقائد الناحية العسكرية الخامسة، إضافة إلى والي الولاية ووزراء سابقين وشخصيات سياسية وثورية على رأسها المجاهد عبد السلام شابي. وغصّ منزل الفقيد مصطفى بن عودة، المدعو عمّار بن عودة، بالمعزّين من كل صوب، وخرج المناضل الكبير محمولا على الأكتاف من طرف عسكريين رفقة أبنائه وأحفاده وأفراد عائلته الكبيرة، بعد أن قضى جثمانه ليلته الأخيرة في بيته وسط عائلته قادما من العاصمة بروكسل عن طريق مطار هواري بومدين، إذ نقل الفقيد يومين قبل وفاته إلى بلجيكا في محاولة أخيرة لعلاجه بعد مضاعفات خطيرة في الكلى، إلا أنّ المنية وافته هناك. وقد تمّت الصلاة على الفقيد في مسجد الرحمة، قبل اتجاه الموكب الجنائزي المهيب إلى مقبرة زغوان التي أوصى الفقيد بدفنه فيها بالقرب من قبر أبيه المرحوم بإذن الله علي بن عودة، وقد اصطف المواطنون على جانبي الطريق المؤدي إلى المقبرة لتقديم التحية الأخيرة للمجاهد البطل الذي يحوز احتراما ومحبة كبيرين من جميع الأطراف، وقد لوحظ مشاركة العديد من الشباب في جنازته المهيبة التي تجنّدت لها السلطات المحلية والأمنية والعسكرية. إذ عبّر العديد من الشباب عن تأثرهم بفقدان المجاهد البطل الذي ظل لسنوات طويلة، شامخا كرمز للمقاومة والجهاد في سبيل نيل حرية الوطن والسمو به إلى أعلى المراتب. من جهته، تلا وزير المجاهدين الطيب زيتوني رسالة تأبين الفقيد الذي ذكّر بمسيرته الثورية الفذّة وخصاله النبيلة وعطائه لبلده الذي امتد على مدار سنوات عمره الطويلة في الكفاح المسلّح ثم النضال السياسي منذ المنظمة السرية في منتصف أربعينات القرن الماضي، وإلى غاية تقاعده والتزامه الحياد في بيته مطلع تسعينات القرن الماضي.