وصل جثمان المرحوم المجاهد بن مصطفى بن عودة، المدعو عمار، الذي وافته المنية الاثنين الماضي بأحد مستشفيات بروكسل ببلجيكا عن عمر ناهز 93 سنة، بعد ظهر أمس، الأربعاء إلى مطار هواري بومدين الدولي بالجزائر. وحضر مراسم استقبال جثمان الفقيد رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح ورئيس المجلس الشعبي الوطني السعيد بوحجة والوزير الأول أحمد أويحيى ووزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل ووزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية نور الدين بدوي ووزير المجاهدين الطيب زيتوني والأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس والأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين سعيد عبادو وأصدقاء ورفقاء المرحوم، إلى جانب أقاربه. وفي جو مهيب، تم حمل جثمان الفقيد الذي كان مسجى بالعلم الوطني عند إنزاله من الطائرة من طرف تشكيلة من الجيش الوطني الشعبي وذلك بحضور العديد من الشخصيات وأقرباء وأصدقاء المرحوم. ووقف الحاضرون دقيقة صمت أمام جثمان الفقيد قبل أن تتلى فاتحة الكتاب ترحما على روحه، لينقل بعدها إلى ولاية عنابة حيث سيوارى الثرى بمقبرة زغوان. ويعد الراحل بن مصطفى بن عودة المدعو عمار من مواليد سنة 1925 بعنابة، وكان مناضلا نشطا في صفوف الحركة الوطنية والمنظمة الخاصة قبل أن يلتحق بالكفاح المسلح إبان ثورة التحرير. كما يعد عضوا في مجموعة ال22 التي اجتمعت بتاريخ ال25 جويلية 1954 بالمدنية بالجزائر العاصمة من أجل التحضير لاندلاع ثورة التحرير الوطني، وكان أحد قادة المنطقة التاريخية الثانية حيث شارك في عدة معارك من بينها هجومات الشمال القسنطيني في 20 أوت 1955. كما يعد الراحل بن عودة أحد أعضاء الوفد الجزائري الذي أدار مفاوضات إيفيان مع المستعمر الفرنسي، ليواصل بعد الاستقلال في مختلف مواقع المسؤولية التي تقلّدها، أهمها سفيرا للجزائر في ليبيا ثم رئيسا لمجلس الاستحقاق الوطني. وبرحيل عمار بن عودة عضو مجموعة ال22 التاريخية، يبقى اثنان منها على قيد الحياة وهما المجاهدان عثمان بلوزداد وعبد القادر لعمودي. وكان رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، قد بعث ببرقية تعزية لعائلة المرحوم أشاد فيها بنضال الفقيد خلال الحركة الوطنية وتضحياته إبان الثورة التحريرية ودفاعه عن ثوابت الأمة «في فترة صعبة مريرة إلتحم فيها الشعب لنصرة قضيته».