خرج العشرات من أبناء الجالية الجزائرية المقيمة بمنطقة مرسيليا الفرنسية، السبت، عن صمتهم وشنّوا حركة احتجاجية، أمام المدخل الرئيسي لمقر القنصلية العامة الجزائرية بمرسيليا مسرحا لها، بعد أن تجمهروا عند مدخلها، ورفعوا العديد من شعارات التنديد والاستنكار، للوضع الذي أصبحت تعيشه الجالية الجزائرية في مدينة مرسيليا، وما وصفوه بصمت مسؤولي القنصلية الجزائرية تجاه تزايد الاغتيالات التي تستهدف الجزائريين على الأراضي الفرنسية، بطرق مختلفة. مطالبين سلطات البلدين، بحمايتهم مع الكف على ترويج ما اسماه المحتجون بالإشاعات الكاذبة في حق الضحايا وعائلاتهم، قبل أن يرفعوا رسالة موجهة إلى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، ناشدوه فيها بالتدخل الشخصي، لكشف المستور، من خلال إعلان نتائج التحقيقات التي باشرتها الشرطة الفرنسية ويتابعها فريق محامين انتدبته القنصلية الجزائرية. وأكد عدد من المحتجين في تصريحات للشروق عبر الهاتف، أنهم قرروا تنظيم حركة احتجاجية صباح السبت، أمام مقر القنصلية العامة بمدينة مارسيليا، بهدف لفت انتباه السلطات الجزائرية والفرنسية على حد سواء، بخصوص الظرف الصعب الذي يعيشه الجزائريون منذ نحو شهرين كاملين، بعد أن امتدت آلة الاغتيالات الغامضة إليهم وأزهقت أرواح 12 شخصا من مختلف الأعمار، بمناطق متفرقة بالأراضي الفرنسية، اغلبهم ينحدرون من ولاية خنشلة، كما نددوا بصمت مسؤولي القنصلية، إزاء القضية، وترويج إشاعات مست بأعراض الضحايا وعائلاتهم، خاصة ما تعلق منها بالادعاء بازدواجية جنسيتهم وهو ما نفاه المحتجون، الذين أشاروا إلى أن إقامتهم بفرنسا في إطار القانون، و هم موظفون بمؤسسات فرنسية، ويتقاضون أجور لا تقل عن 2000 أورو، بما يعادل أو يفوق 40 مليون دينار جزائري، ومتزوجون ولديهم أبناء، مؤكدين أن العمليات الإجرامية أصبحت تستهدفهم دون غيرهم من جاليات الدول الأخرى المقيمين بفرنسا. وهو ما يستلزم بحسب المحتجين تدخل السلطات الجزائرية، لحمايتهم من جهة ورد الاعتبار لعائلات الضحايا من جهة أخرى، كما التمس المحتجون من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، التدخل وفتح تحقيق حول تصريحات مسؤولي القنصلية الأخيرة، بخصوص الوضع الحالي، وكذا العبارات الجارحة التي تلقوها حسبهم خلال حديثهم مع القنصل العام بمرسيليا، وقد رفع المحتجون عدة لافتات حملت عبارات ، لا للعنصرية رئيس الجمهورية راعي الوحدة الوطنية ... الشاوية جزء لا يتجزأ من الشعب الجزائري، وغيرها من الشعارات التي رددها المحتجون طيلة صبيحة أمس بمدخل القنصلية الجزائرية بمرسيليا. يشار إلى أن وكالة الأنباء الجزائرية، قد نقلت عمن وصفته بمصدر مسؤول بالقنصلية الجزائرية بمرسيليا، أن السبب وراء حالات القتل التي طالت جزائريين في عدد من المدن الفرنسية، سببها "تصفية حسابات".