شهدت ندوة على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن المنعقد في ألمانيا، رداً قوياً وجّهه وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووثقته عدسات الكاميرات، كما أورد موقع "هاف بوست عربي"، مساء الأحد. وجاء رد تشاووش أوغلو على أبو الغيط، بعدما طالب الأخير أنقرة بوقف العملية العسكرية التي يشنها الجيش التركي وفصائل من المعارضة السورية في مدينة عفرين، وتقول أنقرة إنها تهدف لطرد المقاتلين الأكراد منها، كما طالب أبو الغيط أنقرة بسحب قواتها من شمالي سوريا. وقال تشاووش أوغلو: "أيها الأمين العام نحن هناك (في سوريا) لمكافحة منظمة إرهابية، ونستخدم حقنا المشروع في الدفاع عن أنفسنا، استناداً للقوانين الدولية والمادة 51 من ميثاق الأممالمتحدة". واعتبر تشاووش أوغلو، أن قوات وحدات حماية الشعب الكردية التي تخوض أنقرة معركة ضدها، تمثل خطراً على مستقبل سوريا، وقال إن "عملية غصن الزيتون تأتي في إطار يتوافق مع القانون الدولي بشكل لا خلاف عليه". وتساءل تشاووش أوغلو عما يؤرق الجامعة العربية قائلاً: "مشكلتكم داعش أم تنظيم ب ي د (الاتحاد الديمقراطي الكردي)؟". وأضاف تشاووش أوغلو موجهاً كلامه لأبو الغيط: "كنت أتمنى لو أن الجامعة العربية قوية بما يكفي لتمنع أحد أعضائها (رئيس النظام السوري بشار الأسد) من قتل نصف مليون إنسان واستخدام السلاح الكيماوي"، حسب ما نقلته صحيفة "ديلي صباح" التركية، الأحد، التي قالت إن أوغلو "وبّخ" أبو الغيط. وتابع تشاووش أوغلو: "نأمل لو أنكم تطالبون الدول الأخرى بالخروج من سوريا"، مشيراً إلى أن هناك دولاً عربية - لم يسمها - تمارس ضغوطاً على السلطة الفلسطينية، والأردن، كي لا تعترضان على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن اعتبار القدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي، والتوقف عن الدفاع عن حقوق الفلسطينيين. واختتم تشاووش أوغلو بالقول: "هذا هو نظامكم للأسف". تغريدة وخلال مشاركته في مؤتمر ميونيخ انتقد أبو الغيط الثورات العربية التي اندلعت عام 2011، ووصفها ب"الكارثة"، وقال في إحدى الجلسات النقاشية في المؤتمر "هذا ليس ربيعاً عربياً، هذه كارثة". ويعد هذا أحد التصريحات المباشرة النادرة لمسؤول عربي في انتقاد الثورات التي عُرفت بالربيع العربي، وفقاً لما ذكره موقع "الجزيرة نت". يشار إلى أن الجلسة النقاشية التي شهدت تراشقاً كلامياً بين تشاووش أوغلو وأبو الغيط ضمت شخصيات أخرى، من بينهم وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري، ووزير الدفاع اللبناني يعقوب الصراف، ومبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا. متحدث باسم أبو الغيط يعقب عقّب محمود عفيفي، المتحدث الرسمي باسم أبو الغيط، على انتقادات تشاووش أوغلو، لنظام جامعة الدول العربية وعدم قدرتها على منع نظام بشار الأسد من قتل ما لا يقل عن نصف مليون شخص في سوريا. وعبّر عفيفى في بيان صحفي، عن دهشته إزاء ما وصفه ب"رد الفعل العصبي وغير المبرر" من جانب تشاووش أوغلو، على مداخلة الأمين العام للجامعة العربية، خلال الجلسة التي كانت مخصصة لمناقشة الوضع في الشرق الأوسط. وقال المتحدث، إن "أبو الغيط كان قد انتقد (في مداخلته خلال الجلسة المذكورة) التدخل التركي في الأراضي السورية، كما انتقد كافة التدخلات الإقليمية والدولية الأخرى، التي جاءت على حساب الشعب السوري". وأضاف المتحدث: "غير أن الوزير التركي عقَّب على كلام الأمين العام ب"صورة انطوت على انفعال غير مبرر، كما انتقد ما طرحه الأمين العام بشأن ضرورة صياغة ترتيبات إقليمية جديدة تكون نواتها عربية"، حسب البيان ذاته. وأوضح أن الأمين العام للجامعة العربية "يرفض أي تدخل في الأراضي العربية تحت أية ذريعة، ولا يمكن أن تضفي الجامعة الشرعية على مثل هذه التدخلات المرفوضة والخارجة عن الشرعية الدولية، آخذاً في الاعتبار القرارات الصادرة عن كل من القمة العربية ومجلس الجامعة في هذا الصدد". وحسب المتحدث الرسمي باسم أبو الغيط، فإن كلام تشاووش أوغلو في مداخلته حول القضية الفلسطينية "لا يعكس سوى الرغبة في المزايدة والاستعراض، فضلاً عن الغمز من المواقف العربية"، وفق قوله.