وجّه فلاحون ومصدّرون بولاية الوادي انتقادات شديدة إلى المسؤولين المحليين لعدم وفائهم بوعود فتح تصدير المنتجات الزراعية من مطار الولاية بداية فيفري الجاري الذي شارف على النهاية، دون تحقيق هذا المطلب الحلم لكل المزارعين، الذين باتوا بين سندان انخفاض الأسعار المفلس، ومطرقة أطماع المضاربين. وتعرف أسواق الولاية هذه الأيام بحسب منتجين زراعيين ارتفاعا كبيرا في العرض، مقارنة بالطلب المحلي والوطني، ما أدى إلى تراجع أسعار المحاصيل الفلاحية، وسقوط أسعار بعضها، على غرار محصولي الطماطم والبطاطا الرئيسيين في الولاية، لتصبح محل أطماع المضاربين الذين يقومون حاليا بشرائها بأثمان زهيدة، بهدف تخزينها للمضاربة بها خلال شهر رمضان القادم وفترات شح هذه المواد. وقد سقط سعر الكيلوغرام من الطماطم في أسواق الجملة إلى أقل من 25 دج، بعد أن تجاوز 70 دج في ديسمبر الماضي، و30 دج للبطاطا ومحاصيل أخرى لم تتعد 20دج، وهي أسعار مفلسة بحسب كثير من الفلاحين نظرا إلى ارتفاع تكلفة الزرع وخدمة الأرض، والتهاب أسعار الأدوية والمبيدات الكيمائية واليد العاملة خلال كل فترات العمل والحصاد. كما أن كبار الفلاحين المستثمرين ل 150 هكتار فما فوف باتوا يجدون صعوبة في تسويق فائض منتجاتهم الفلاحية نحو ولايات الوطن الأخرى نظرا إلى توفر محاصيل بها، ما يجعل مستقبل مستثمراتهم في الحضيض، في ظل غياب حلول التحويل والتصدير في مثل هذه الأزمات ووفرة الإنتاج. انتكاسة مشروع التصدير الذي يبقى متاحا بمطار هواري بومدين فقط وبتكاليف عالية نفّرت المنتجين، يقابلها أيضا تعثر كبير في مسألة التخزين والتبريد، فرغم إنجاز مركب كبير للتبريد بالطريفاوي إلا أنه لا يزال غير مستغل على أكمل وجه، أما المستثمرون الخواص في مجال غرف التبريد على قلتهم فيفرضون على الفلاحين مبالغ في غير استطاعة شريحة واسعة منهم، وهو ما يحتم عليهم عرضها في الأسواق وحدوث حالة الاضطراب المتعلقة بكمية العرض الهائلة ونقص الطلب المترتب عليه تدهور الأسعار ووقوع كثير من المنتجين والمستثمرين في المضاربات وكساد المحاصيل. انتقادات الفلاحين والمصدرين إلى السلطات جاءت بعد الانخفاض في الأسعار وحصول فائض في أسواق الجملة دون تجسيد مشروع التصدير من مطار قمار في الولاية مطلع فيفري الجاري، حين وعد الأمين العام للولاية في تصريح رسمي بداية الشروع في الشحن لتصدير المنتجات الزراعية به مطلع فيفري، لكن لم يحدث ذلك لأسباب غير معروفة. إذ يتطلب كل هذا بحسب مصدرين، عمل السلطات العمومية على عصرنة مطار الولاية وتحسين خدمة الملاحة الجوية، وتحديث مختلف وسائل النقل الثقيلة، والتعجيل بتنفيذ هذه الإجراءات قبل بداية الشروع في حصاد محصول الدلاع وتجنيبه ما يحصل للمحاصيل الجاري جنيها. للإشارة، إن الولاية تنتج ربع الإنتاج الوطني من المحاصيل الزراعية بحسب وزارة الفلاحة، حيث بلغ إنتاج محصول البطاطا لوحده هذا الموسم أزيد من 13 مليون قنطار.