مناقضا تماما لموقفه السابق، قرر والي وهران، الطاهر سكران، تخصيص 500 مليون سنتيم، لدعم تنظيم مهرجان الأغنية الوهرانية في طبعته الثالثة، والذي جاء بديلا عن مهرجان الراي الذي تم نقله إلى سيدي بلعباس، قبل سنتين، بقرار من الوالي المذكور، بحجة عدم احترامه للأخلاق العامة، في الوقت الذي اندهش فيه الكثيرون لقائمة المدعوين في مهرجان الأغنية الوهرانية "التي لم تعد أصيلة" هذه الدورة، بوجود هواري الدوفان، الشاب رضا، الشابة خيرة والشاب رضوان! * نجوم الراي يعودون إلى عاصمة غرب البلاد نهاية هذا الأسبوع، هكذا هي الصورة، والمشهد عشية انطلاق الدورة الثالثة لمهرجان الأغنية الوهرانية الأصيلة، فقد تغيّر العنوان والشعار، وهوية المنظمين، لكن المضمون بقي واحدا، الا اذا استثنينا عدم إصرار المنظمين على التطرف في دعوتهم لبعض نجوم المداحات، وأيضا الغناء الشاذ، أمثال الشاب عبدو والشيخة نجمة التي كانت سببا في وقف المهرجان قبل ثلاث سنوات ونقله إلى بلعباس، حيث ما يزال مستمرا حتى هذه السنة. * الدورة الثالثة المزمع بدايتها يوم 29 جويلية، والتي ستستمر حتى 3 أوت، استنزفت غلافا ماليا يقدر بمليار و300 مليون سنتيم، علما أنها تتصادف مع تنظيم مهرجان الراي في سيدي بلعباس، بما يدل على غياب التنسيق على مستوى الوزارة الوصية التي وافقت على نقل المهرجان الأول إلى بلعباس، عقب الخلاف الشهير بين الوزيرة خليدة تومي ووالي وهران، الطاهر سكران، والذي امتد إلى حد مقاطعة هذا الأخير لزيارة رسمية قامت بها الوزيرة، فيما فضلت هي عدم المكوث في الإقامة الرسمية خلال تواجدها بعاصمة غرب البلاد. * لكن يبدو أن الأمور قد حُلّت بين الطرفين، وأن الراي الذي تم طرده قبل سنتين من الباب، عاد هذه السنة من النافذة، وبرعاية خاصة من ربيعة موساوي، مديرة الثقافة في وهران، والتي حاولت تضليل الرأي العام المحلي، بالقول أن سهرة الافتتاح ستشهد وقوف بلاوي الهواري على الخشبة وأداء مجموعة من أغاني الراحل الكبير أحمد وهبي، لتكون السهرات الأخرى، رايوية، مائة بالمائة، في الوقت الذي يتساءل فيه البعض عن سرّ تورط عدد من الأصوات المحافظة في هكذا مهرجانات، وخصوصا منها، المطرب بارودي بن خدة الذي ظل متمسكا لسنوات بمبدأ المقاطعة قبل أن يوافق أخيرا على التحالف مع موساوي والظهور في مهرجان يغني فيه جنبا إلى جنب مع الشابة فاتي وخيرة والدوفان!