ندد نصر الدين طويل رئيس جمعية حماية وإدماج الأغنية الوهرانية في تصريح خص به جريدة الحوار بقرار تحويل وجهة مهرجان الأغنية الوهرانية المعتاد تنظيمه بولاية وهران نحو ولاية سيدي بلعباس، معربا عن استيائه وأسفه الشديدين إزاء هذا التحويل المفاجئ من قبل وزيرة الثقافة خليدة تومي التي كانت قد صرحت بتغيير قبلة المهرجان إلى سيدي بلعباس دون الإعلان عن سبب ذلك. حيث اعتبر رئيس الجمعية ذلك خروجا عن تقاليد المهرجانات التي دأبت الوزارة على تنظيمها في كل موسم واصفا التحويل باللامنطقي بل بمؤامرة حيكت ضد مهرجان الراي بتحويل مساره إلى وجهة ليست وجهته المعتادة، واعتبر ذلك محاولة لاقتلاع أغنية الراي من منبعها وبيئتها الأصلية التي ترعرعت فيها وحرمان المتلقي الوهراني حاضن أغنية الراي الشرعي من تظاهرة فنية طالما انتظرها، علما، يقول نصر الدين إن العائلات الوهرانية متلهفة ومتشوقة لحضور هذا المهرجان الذي يدخل طبعته السادسة عشرة، مشيرا أن أغلب العائلات اعتادت على أخذ عطلتها السنوية بتزامن مع فعاليات مهرجان أغنية الراي. كما أن هذا الأمر بحسب رئيس الجمعية قد خيب آمال شباب الولاية الذين لم يجدوا مكانا يقضون فيه أوقاتهم سوى الوجهة البحرية لقضاء أوقات راحتهم. وحول سؤالنا عن الدوافع الحقيقية التي أدت بالوزيرة لاتخاذ مثل هذا الإجراء، رد نفس المصدر، أن الجمعية لم تتلق أي رد من الوزارة في هذا الشأن، سوى بعض الإشاعات الواهية التي أوردتها بعض الصحف الوطنية، ومفادها أن السيدة الوزيرة على خلاف مع والي ولاية وهران، إضافة إلى تحجج الوزيرة بحجج غير مقنعة مفادها أن الراي الوهراني غير مهذب، وأن مهرجان الأغنية الوهرانية الذي نظم العام الفائت لم يجد نفعا، وأنه سمح لمن هب ودب بالمشاركة فيه، مستطردا أن ذلك من المفروض انه شأن القائمين عليه وليس شأن الجمعية. ودعا الوزارة للعدول عن هذا القرار التعسفي الذي حرم الوهرانيين من متعة فنية انتظروها طويلا، موضحا أنها ليست المرة الأولى التي تقصى فيها ولاية وهران ثقافيا، بل هذا السيناريو أصبح تقليدا معمولا به على مستوى الوزارة تجاه هذه الولاية، متسائلا عن الأسباب التي جعلت مسؤولي القطاع الثقافي في الجزائر يحرمون الولاية من أي تظاهرة ثقافية، وهو ما حدث مع موسم سيدي الهواري الذي كان من المفروض أن ينطلق منذ 24 من الشهر الحالي ويستمر إلى غاية 31 منه، إضافة إلى مهرجان فلكلور الأغنية والرقص الشعبي المنتظر افتتاحه في 28 جويلية الحالي وسيتواصل إلى غاية الفاتح أوت المقبل، مع العلم أن موسم سيدي الهواري مثلا يضيف نصر الدين قد تم تنظيمه تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. واختتم نصر الدين حديثه بسؤال: أيعقل أن يطبق قرار تحويل وجهة المهرجان بعد النجاح والرواج الذي أحرزته أغنية الراي التي لعبت دورا محوريا وفعالا في العشرية الحمراء التي مرت بها الجزائر، وأن ولاية وهران قد ضحت بخيرة فنانينها في تلك المرحلة الحرجة في حياة الفن الجزائري في شكله العام، كما توصل بعضهم أن يكونوا نجوما أضاءوا سماء العالم. وبالمناسبة ناشد السلطات العليا في البلاد التدخل السريع لإنقاذ المهرجان، طالبا من الوزيرة اتخاذ موقف مغاير لقرارها والسماح بإقامة المهرجان في مكانه المعهود بدل الخروج به إلى أرض غير أرضه، خاصة وأن المهرجان قد تم تبنيه من طرف وزارة الشباب والرياضة، وأنه لم يبق سوى أيام قلائل لانطلاقه المقرر في 2 من أوت القادم.