حمدي قنديل تتواصل حملة الإقصاء ضد الإعلامي الكبير حمدي قنديل بسبب المواقف القومية التي يتبناها، ومعارضته الشديدة للنظام القائم في مصر، برئاسة حسني مبارك، والساعي لتوريث الحكم لنجله جمال، حيث كانت آخر حلقات الإقصاء التي تعرض لها قنديل، هي إسقاط اسمه من حفل التكريم بمناسبة اليوبيل الذهبي للتلفزيون العربي الذي تأسس في مصر، لكن متابعين أرجعوا سبب الإقصاء أيضا إلى تأكيد قنديل، أن أول تلفزيون بالعالم العربي، لم يكن في مصر، عام 1960، بل في الجزائر، قبل أربع سنوات من هذا التاريخ! * تحدث حمدي قنديل بمرارة عن الوضع الذي آل إليه التلفزيون المصري، الذي بدأ عربيا في عام 1960، حيث أقلق مضاجع الرسميين في القاهرة بمقالة له نشرها في إحدى الصحف المصرية المعارضة الأسبوع الماضي، مشيرا فيها أن الملفت للنظر في كل الطنين الذي تصدره أبواق التليفزيون في هذه الأيام عن برامج احتفالاته بيوبيله الذهبي أن هذا اليوبيل ليس يوبيلهم هم.. هذا يوبيل لتليفزيون آخر تماما غير ذلك الذي نشاهده أو لا نشاهده اليوم، برسالة أخرى تماما، بمضمون آخر، بل أيضا بقوالب أخرى.. وهو إذا توخينا الدقة يقول قنديل، "ليس يوبيل التليفزيون المصري وإنما يوبيل "التليفزيون العربي"، هكذا كان اسمه يوم بدأ بثه في مصر وسوريا معا عام 1960، وهكذا كان يمثل روح العزة والوثبة والمد القومي، مضيفا، "انظروا إلى أي حد وصلت الخدعة أن يحتفل به دعاة الانبطاح والتواطؤ مع العدو.. وانظروا إلى أي حد يسخرون بنا ببث "وطني حبيبي الوطن الأكبر"، بعد أن باعوا تراث التليفزيون العربي إلى روتانا، بل باعوا الوطن الأكبر ذاته". * أما الجملة التي اعتبرها البعض، خيانة من حمدي قنديل، لتاريخ الريادة المصرية المزعومة فهي في تصحيحه تاريخيا لفكرة، التلفزيون الأول في العالم العربي، حيث قال أن التليفزيون في مصر لم يكن أول تليفزيون في الوطن العربي، فقبل افتتاحه بثلاث سنوات كان أول تليفزيون عربي رسمي قد افتتح في العراق، وبعد ذلك بعامين بدأت شركة خاصة بثا خجولا في لبنان، بل إن التليفزيون دخل الجزائر في عام 1956 ولكنه كان امتدادا للتليفزيون الفرنسي موجها للجالية الفرنسية.. إذن فنحن لم نكن أول محطة تليفزيونية على الأرض العربية" ولاشك أن هذه الجملة، مثلت سببا إضافيا لمعسكر المعتزين بريادة مصر، من أجل الطعن في مسيرة الإعلامي الكبير حمدي قنديل، زيادة على منعه من حضور حفل التكريم، وأيضا الحيلولة دون ظهوره على أي شاشة عربية حتى الآن، حيث كان آخر اتفاق له مع شاشة دريم، ينص على ظهوره قريبا، قبل أن يتم نسف الاتفاق بطلب حكومي لا يقدر حتى الآن، تحمل قوة صوت هذا الإعلامي الكبير "المغرّد" خارج السرب.