اعتبر علي بطاش، أوّل أمس، في سياق تقديمه لكتابه "لمحة عن منطقة القبائل وثورة الحداد والمقراني" بمؤسسة فنون وثقافة، أنه لا توجد منطقة خلال فترة الاستعمار الفرنسي للجزائر دافعت عن العربية مثل منطقة القبائل، لأنّها رمز من رموز السيادة الجزائرية، وأحد مقوّمات الشخصية الجزائرية وأنّها كانت ترفض المدارس الفرنسية، لكي لا تتخرّج على يدها طبقة موالية للاستعمار، قبل أن يذكّر بأن ثورة أوّل نوفمبر 1954، لم تكن إلا وليدة للثورات والمقاومات التي كان بطلها الشعب الجزائري منذ 1830، أي منذ اللحظات الأولى للاحتلال الفرنسي للجزائر. علي بطاش تطرق أيضا إلى مكانة الطرق الصوفية في وقت الاستعمار، وإلى وجود مشايخ طرق صوفية جندتهم فرنسا من أجل خدمة مصالحها بزرع الخرافات بين الجزائريين، هذه الأخيرة التي وقف في وجهها العلامة الشيخ أحمد بن باديس، الا أنه -يضيف بطاش- كان يحترم الطريقة الرحمانية، التي كان بعض المنتسبين إليها أبطالا، دافعوا عن أرض المليون ونصف شهيد، كلالا فاطمة نسومر، مشيرا إلى أن الصوفية دخلت إلى الجزائر مع مجيء سيدي ابي مدين شعيب. ضيف مؤسسة فنون وثقافة تساءل عن سر قيام أغلب الثورات في الأسواق؟! ليجيب بعدها أن السوق كان في عهد الاستعمار مكانا لالتقاء الجزائريين من مختلف الشرائح الاجتماعية، بوصفه مكانا للتفعيل السياسي والاقتصادي، كما أعاد مسألة الوجود العثماني في الجزائر إلى الجدل التاريخي، عند إجابته لأسئلة الحاضرين حول السؤال التالي: هل كان العثمانيون فاتحين أم مستعمرين؟