حلّت عاصمة البيبان بتاريخها العريق وتراثها الغني ضيفة على ولاية سعيدة بمناسبة الأسبوع الثقافي لبرج بوعريريج الذي انطلقت فعالياته أول أمس بدار الثقافة «مصطفى خالف» وسط عرس فلكلوري بهيج صنعته الفرق الموسيقية. يتضمن برنامج التظاهرة الثقافية لبرج بوعريريجبسعيدة الذي تستمرّ فعالياته إلى غاية يوم السبت المقبل إقامة معارض تاريخية بالصور والوثائق تبرز عراقة المنطقة وبعض شخصياتها الفذة التي برزت وتميّزت عبر مختلف الحقب التاريخية وفي مجالات عدة من بينهم الشيخين «الحداد» و«المقراني» اللذان قادا المقاومة الشعبية ضد المستعمر الفرنسي بالجهة وكذا «البشير الإبراهيمي»، أحد روّاد جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، فضلا عن الأديب الراحل «عبد الحميد بن هدوقة»، وسيتمكن جمهور سعيدة علاوة على ذلك من اكتشاف ما تكتنزه برج بوعريريج من منتجات للصناعة التقليدية، حيث خصّص جناح لإبداعات مجموعة من الحرفيين كتلك المتعلقة بالحلي الفضية والأواني الفخارية والمفروشات، إلى جانب الأكلات والحلويات الشعبية على غرار "المبرجة" و"الشليطة"، ومن جهة أخرى أشار محافظ التظاهرة إلى أن الوفد الثقافي البرايجي يضم كذلك عدة فرق موسيقية ستحيي بالمناسبة سهرات فنية في شتى الطبوع الفلكلورية النابعة من أصالة الولاية على غرار فرقة "آزال" التي تؤدي الطابع القبائلي وجمعية "القلوب الصافية" المهتمة بالموشحات العربية، كما ينتظر أن تقدم تعاونية "أوتار" الثقافية أغانٍ في الطابعين الموسيقيين السطايفي والشعبي، فيما تقترح الجمعية الثقافية "الأمل" ل«راس الوادي» أوبيرات تبرز من خلالها العديد من اللوحات الفنية لتضحيات وبطولات الشعب الجزائري في مواجهته للاستعمار الفرنسي وأخرى تخصّ مراسيم إقامة حملات الحرث والبذر والحصاد، وعلى صعيد آخر سيكون هذا الأسبوع الثقافي فرصة لتقديم عروض مسرحية كتلك المنتجة من قبل تعاونية "الزوم" تحت عنوان "بدون جمهور"، إلى جانب مونولوج للممثل الكوميدي «سفيان عطية» وقراءات في الشعر الشعبي من إمضاء الشاعر «صيدون عبد القادر»، ومن جهة أخرى ستكون الفنون الجميلة حاضرة بقوة ببهو دار الثقافة لمدينة سعيدة من خلال لوحات زيتية تجريدية وواقعية ورمزية رسمتها أنامل كوكبة من الفنانين الشباب لولاية البرج، من بينهم «روابح عبد القادر» وهي تجسّد مناظر طبيعة خلابة وتعكس حالات من الأفكار والأحاسيس الإنسانية مثل التضامن والخوف.