إزدحام أواخر شهر جويلية وأوائل شهر أوت بحفلات الزفاف بسبب اقتراب شهر الصيام، وخلو الساحة الفنية الجزائرية خلال كل العام من أي شريط عاطفي أو غير عاطفي جديد بسبب طغيان أغاني الكرة التي كانت وحدها في الصدارة وايضا المقاطعة الإرادية للأغاني الناطقة باللهجة المصرية جعل فناني الأعراس والملاهي ينشطون بقوة في هاته الفترة الوجيزة، فمنهم من أعاد الأغاني القديمة، ومنهم من أنتج أغاني في دقائق معدودات، وللأسف دخلت الكثير منها وهي إباحية وغير أخلاقية أعراس العائلات المحافظة عن جهل في غالب الأحيان * ففي غرب البلاد فعلت أغنية الشاب زكي الأفاعيل وهي بعنوان غريب "الجلابة والميني دارو كونكور" وصارت ملح الأعراس في كامل المنطقة الغربية، وحتى في بعض أعراس العاصمة.. وغم محدودية موسيقى الأغنية وكلماتها السوقية الرديئة، إلا أنها انتشرت بشكل مريع، وواضح أن صاحبها لم يبذل أي جهد لا في الكلمات ولا في الألحان.. بل كان يركّب الجمل ويستفز مستمعها بقوله "الجلابة والميني دارو كونكور، ساكنة مارافال عينيها كبار".. ولم يختلف الحال في شرق البلاد حيث بلغت الرداءة درجة مخيفة.. وصار حضور بعض الأعراس محرجا كما حدث في ميلة عندما سقط جرحى بسبب الأغاني الهابطة، أو كما حدث في خنشلة وأيضا في قسنطينة عندما سحب رب أسرة كان ضمن "المعازيم" عائلته محتجا على الأغاني الهابطة التي بثها "الدي جي" دون إدراك أهل العرس تفاهة هذه الأغاني، ومنها الأغنية التي تبثها العائلات في أعراس 2010 في شرق البلاد التي تقول كلماتها المخجلة ".. ياسوسو خدّك او آرواحي نبوسو" كما تم تجديد أغاني الشاب خلاص وانتقالها من مؤدي للأغاني إلى آخر ومنها أغنية "آو وزّع ياخالي وزّع والبابيش مبزّع" .. ودخلت أغاني الملاهي بقوة بكلمات لا تصلح للأفراح التي هدفها بناء أسرة ضمن مجتمع مسلم محافظ ولا لغيرها، مثل "السترينغ والدوبياس هيّج البحر والناس".. يحدث هذا أمام اختفاء شبه كامل لأغاني الاعراس المعروفة سواء في غرب البلاد أو في وسط البلاد من الحوزي أو الشعبي وخاصة في شرق البلاد، حيث تقوم فرق العيساوة بأخذ الجاهز القادم من تونس.