تعود الحكومة بحر هذا الأسبوع إلى نشاطها بعد انقضاء مدة العطلة التي منحها إياها رئيس الجمهورية، وذلك استعدادا لنهاية صيف تبدو ساخنة بعدد من الملفات، يطبعها اقتراب موعد حلول شهر رمضان المعظم، المرتقب نهاية الأسبوع الجاري، وكذا الدخول الاجتماعي المقبل المفتوح على كل الاحتمالات. * ويوجد في مقدمة الوزراء الذين انتهت عطلهم وعادوا لتفقد قطاعاتهم، وزير النقل، عمار تو، الذي نغّصت الأيام الأخيرة من إجازته السنوية، عددا من الملفات الساخنة، وفي مقدمتها إضراب الناقلين وقضية ميترو العاصمة ومشروع ترامواي الجزائر، اللذين يراوحان مكانهما وينامان على مفاجآت قد لا تسر الرجل الأول في القطاع، بالرغم من العناية الخاصة التي يوليها الجهاز التنفيذي لهذين المشروعين. * قطع وزير النقل لعطلته وعودته إلى عمله، جاء بهدف حرصه على تفكيك الألغام التي تهدد استقرار قطاعه، سيما على مستوى ميترو العاصمة، الذي قد تتأثر وتيرة الأشغال به، بسبب تدهور العلاقة بين مؤسسة ميترو العاصمة والشركة الفرنسية المعنية بالأشغال "ألستوم"، وذلك على خلفية تراجع أداء الشركة المذكورة فيما يتعلق بمدى احترامها لآجال إنجاز ترامواي العاصمة، بالنظر إلى الوتيرة التي تطبع أشغالها. * وباستثناء وزير النقل، فإن بقية أعضاء الحكومة، وفي مقدمتهم الوزير الأول، أحمد أويحيى، سيعودون إلى قطاعاتهم بعد أن يكونوا قد استمتعوا بقسط من الراحة بعيدا عن ضغط مشاكل وزاراتهم ومتاعب الرقابة المسلطة عليهم من طرف رئيس الجمهورية وعيونه، التي تطاردهم في حلهم وارتحالهم. * وتواجه الحكومة بعد عودتها من العطلة أولى العقبات المتمثلة في ضبط السوق تحسبا لحلول شهر رمضان المعظم، وذلك بالقضاء على المضاربة في الأسعار وتوفير المواد الغذائية التي يزداد الطلب عليها في الشهر الفضيل، وتنشيط العملية التضامنية وتنظيم توزيع قفة رمضان على مستحقيها، وهي الموكلة عادة لوزارة التضامن الوطني، التي حل بها الوافد الجديد، سعيد بركات، خلفا لجمال ولد عباس. * انتهاء عطلة الوزراء يعني أيضا بداية تفكيرهم في ما سيواجهون به رئيس الجمهورية خلال جلسات الاستماع المرتقبة في غضون الأسابيع المقبلة، وهي المواعيد التي تحولت إلى جحيم بالنسبة لأعضاء الجهاز التنفيذي، الذين "بُهدل" الكثير منهم على المباشر، من طرف القاضي الأول، على خلفية عدم مجاراتهم للوتيرة المطلوبة في سير ورشاتهم، بما يضمن تجسيد الرئيس لوعوده التي أطلقها خلال حملته الانتخابية لعهدته الثالثة. * ويبقى التحدي الأكبر للحكومة هو التحضير الجيد لضمان دخول اجتماعي ناجح، سيما وأنه لم يعد يفصلنا عنه سوى شهر واحد، بحيث يتعين توفير أفضل السبل لعودة ما يقارب مليون ونصف المليون طالب جامعي، وما يزيد عن الثمانية ملايين تلميذ وتلميذة إلى مقاعد الدراسة، وهي العملية التي عادة ما ترصد لها الدولة عشرات الملايير، ويجند لها عشرات الآلاف من المؤطرين والمستخدمين. * وتعتبر قطاعات الأشغال العمومية والسكن والموارد المائية في مقدمة الملفات التي توليها الحكومة عناية خاصة نظرا لحساسيتها وارتباطاتها المباشرة بالحياة اليومية للمواطن، فآجال إنجاز الطريق السيار شرق غرب، يوجد في أشهره الأربعة الأخيرة، بيد أن هذا المشروع لا زال يعاني من صعوبات، وخاصة في القطعة الرابطة بن العاصمة والأخضرية، التي ينتظر أن تفك الخناق على الطريق الوطني رقم 5، كما أن الالتزام بإنجاز مليون ونصف مليون وحدة سكنية في غضون الخماسية المقبلة، يتطلب وضع قطاع نور الدين موسى تحت مجهر الرقابة الدائمة.