لفظ مساء أول أمس الطفل "ع، خميسي" البالغ من العمر15سنة أنفاسه الأخيرة، داخل مسكن عائلته المتواجد بمشتة جنان الرخمة ببلدية عين صندل، الواقعة بأقصى الجهة الجنوبية الشرقية لإقليم ولاية قالمة، على حدودها مع دائرة سدراتة بولاية سوق أهراس، متأثرا بأعراض التسمم الغذائي الذي ظهرت عليه وتسببت في تدهور حالته الصحية حتى وافته المنية، فيما لازال باقي أفراد عائلته السبعة والذين تتراوح أعمارهم بين13 و80 سنة يتلقون العلاج في مصلحة الأمراض المعدية بمستشفى ابن زهر بمدينة ڤالمة، بعد أن ظهرت عليهم نفس أعراض ابنهم الضحية والذي هو تلميذ في الطور المتوسط والمتمثلة في التقيؤ والإسهال الحاد والآلآم في البطن وارتفاع درجة حرارة الجسم والوهن. * وفور بلوغها الخبر أعلنت مديرية الصحة والسكان بالولاية حالة من الطوارئ القصوى بعد نقلها للمصابين الذين هم من عائلة واحدة إلى العيادة متعددة الخدمات ببلدية حمام النبائل قبل تحويلهم إلى مصلحة الأمراض المعدية بمستشفى ابن زهر بمدينة ڤالمة للتكفل بحالاتهم والتحقيق معهم عن نوعية الوجبات الغذائية التي تناولوها على مدار الثلاثة أيام الأخيرة، فيما تنقلت فرقة مشتركة بين مصلحة الوقاية بمؤسسة الصحة الجوارية بڤالمة وكذا المصالح المخبرية لمديرية الصحة والسكان بالولاية، إلى عين المكان لفتح تحقيق وبائي من أجل الوقوف ميدانيا على المحيط المعيشي لعائلة المصابين، وكذا رفع عينات من الأغذية والأطعمة المشتبه في تسببها في حدوث هذا التسمم الغذائي الخطير، خاصة منها البيض وحليب الماعز والطماطم والعنب ومياه الشرب وكذا الماء المستعمل في الغسيل، وفي الوقت الذي سادت شكوك في أوساط المختصين عن إصابة هذه العائلة بالتسمم جراء تناول البيض أو حليب الماعز الطازج وهو أكثر الإحتمالات أو تناول ماء غير معالج، خاصة وأن هذه العائلة تقتني مياهها من منبع مائي مراقب ومعالج ومنبع آخر عشوائي مياهه غير صالحة للشرب، مما أدى إلى إصابتهم بميكروب السالمونيل الخطير والسام، فقد ذكرت مصادر أخرى أن هذه العائلة تناولت أيضا بطيخا، لكن استبعدت مصادرنا أنه قد يكون السبب في حدوث هذا التسمم، خاصة بوفاة الطفل نتيجة التدهور السريع في حالته الصحية. في انتظار ما ستسفر عنه نتائج التحاليل المخبرية لعينات الأطعمة وكذا فضلات المصابين، وبالموازاة مع ذلك باشرت فرقة الدرك الوطني ببلدية عين صندل تحقيقا معمقا لمعرفة أسباب هذه الكارثة الوبائية والتي تعتبر الأولى من نوعها على مستوى ولاية ڤالمة منذ عدة سنوات، حيث لم تسجل أية حالة وفاة ناتجة عن الإصابة بتسمم غذائي.