يعرف شهر رمضان تزايدا كبيرا في حوادث المرور بفعل الوتيرة السريعة التي يتبناها البعض، خاصة قبل موعد الإفطار، مما يترتب عليها ارتفاعا في عدد حوادث السير وكذا عدد المطالبات بدفع التأمين، ولعلّ 31 حادثا منذ أول رمضان إلى غاية كتابة هذه الأسطر خير دليل على ذلك. سجلت المديرية العامة للحماية المدنية منذ مطلع شهر رمضان إلى غاية اليوم السابع منه 31 حادثا مروريا عبر الوطن، خلّفت 31 قتيلا، و119 جريح، وكانت أعلى نسبة للحوادث في اليوم الثاني منه، حيث تم تسجيل 9 حوادث راح ضحيتها ثمانية قتلى، و35 جريحا. وذكر الملازم عاشور فاروق أن أغلب هذه الحوادث تقع في الساعات القليلة التي تسبق آذان المغرب، وأوعز سببها إلى تبني السرعة من أجل إدراك مائدة الإفطار في الوقت المناسب، ويكون ذلك على حساب قانو ن المرور، الذي يتخطاه السائقون بالزيادة في السرعة، وعدم احترام الإشارات التي تكون أمامهم، وهذا ما يجعلهم يتعدون على حياة بعضهم البعض بالحوادث المميتة. وقال الملازم إن أعوان الحماية المدنية ينسقون مع المركز الوطني للسلامة عبر الطرقات للتقليل من هذه الحوادث، خاصة في شهر رمضان، إذ تتزايد بفعل التصرفات السلبية التي يتبناها الكثيرون، في حين أنه يتسنى لهم تدارك أمرهم قبل حلول وقت الآذان. وموازاة مع هذا العدد من الحوادث، يلجأ المتضررون إلى مكاتب التأمين المختلفة لاسترجاع قيمة الأضرار التي لحقت بهم، وهذا ما يزيد من الضغط على فروع التأمين، إذ تعرف مكاتب التأمين في شهر رمضان توافدا كبيرا من المؤمنين، ولأنهم يأتون للمطالبة بمستحقاتهم، فإنهم يدخلونها مشحونين بطاقة من الغضب، منتظرين من عامل التأمين أن يصرف لهم قيمة التضرّر في نفس اللحظة التي تقدّر فيها الأضرار، أو في الغد على أقصى تقدير. ولأن هذا الأمر مستحيل في مكاتب ووكالات التأمين، فكثيرا ما تتسبب هذه الجزئية في خصومات ومشادات مع العاملين فيها، لولا وجود أعوان الأمن.