نجحت مصالح الأمن بعنابة مدعومة بعناصر الدرك الوطني، عشية أول أمس، في حدود الساعة الرابعة والنصف زوالا، وبعد نحو 24 ساعة من فرار نزلاء من المؤسسة العقابية بوزعرورة بالبوني بولاية عنابة، في توقيف ثلاثة من السجناء الذين شاركوا في عملية الفرار تم ضبطهم بأحد المنازل بمنطقة الصرول التابعة لبلدية البوني وهي المنطقة التي ينحدر منها أحد الفارين، * وجاءت عملية التوقيف إثر محاصرة محكمة وتعزيزات أمنية مكثفة لمنازل الفارين بكل من عنابة والقالة، إذ باشرت وحدات الأمن المختلفة عمليات بحث وتحرٍ مدققة منذ الدقائق الأولى التي تلت عملية الفرار، التي تم تنفيذها، إثر خطة محكمة كانوا يحينون الفرصة لتنفيذها منذ نحو تسعة أيام وبالضبط منذ مجيء شهر رمضان، على إثر إقرار إدارة السجن تحويل حراس الرقابة على الأسوار كل مساء لتفتيش المؤونة التي يجلبها أهالي المحبوسين للنزلاء، إذ تمكن الفارون من الهروب بعد الاتفاق مع آخرين من خارج السجن، وبالضبط مع صاحب سيارة "أتوس" كان في انتظارهم خارجا، وقام الفارون بتسلق جدران السجن باستعمال أغطية أفرشتهم وهي قطع من القماش "ازارات"، وحدث ذلك أثناء فترة الراحة التي يتضمنها القانون الداخلي للمؤسسات العقابية بالجزائر، ومن جهة أخرى، فتحت النيابة العامة بأمر من النائب العام لدى مجلس قضاء عنابة، تحقيقا معمقا في الموضوع تم من خلاله استدعاء إطارات عاملة بمؤسسة إعادة التربية بوزعرورة وبعض الحراس العاملين في نفس اليوم، وهو التحقيق الذي من شأنه الكشف عن تفاصيل أخرى في هذا الموضوع الحساس للغاية، في الوقت الذي تواصل فيه مصالح الأمن تحريات مكثفة للبحث عن المتهم الفار الرابع، علما أن المنحدر من مدينة القالة بالطارف متابع بجناية القتل العمدي في حق شابة بطريقة بشعة، وكان يقضي عقوبة السجن النافذ لمدة 20 عاما، في حين يقضي البقية عقوبات بالسجن على خلفية تورطهم في قضايا سرقة وقانون عام. * وعلمت "الشروق"، أن الفارين كانوا يخططون للهروب خارج الوطن، وبالضبط إلى إيطاليا عن طريق قوارب الحراڤة، إلا أن الحركة السريعة التي قامت بها مصالح الأمن والدرك أفسدت عليهم كل شيء، وأحبطت خطتهم، إذ كانوا يسعون للاختباء في منطقة معزولة ليوم أو يومين، في حين يتولى شركاء لهم تجسيد عملية الخروج من الجزائر عبر البحر، انطلاقا من شاطئ واد الغلم بشطايبي أو واد بقرات بسرايدي المعزولين.