فرار أربعة نزلاء دفعة واحدة من المؤسسة العقابية بوزعرورة بعنابة شهدت المؤسسة العقابية " بوزعرورة" ببلدية البوني بولاية عنابة مساء أول أمس الخميس فرار أربعة نزلاء خارج أسوار السجن بطريقة تبقى تثير الكثير من علامات الإستفهام، الأمر الذي جعل مصالح الأمن و فرق الدرك الوطني بعنابة تسارع إلى إعلان حالة طوارئ قصوى عبر كامل بلديات الولاية، و إلى غاية الحدود مع تونس على اعتبار أن أحد المساجين الفارين ينحدر من بلدية القالة بولاية الطارف. مصادر موثوقة أكدت للنصر بأن النزلاء الأربعة تتراوح أعمارهم ما بين 17 و 35 سنة، من بينهم إثنان من بلدية البوني، و آخر من حي بوزراد حسين " جبانة اليهود " بعاصمة الولاية، بينما يقيم السجين الرابع بمدينة القالة بولاية الطارف، و كان المعنيون بصدد قضاء عقوبة السجن بعدما صدرت في حق كل واحد منهم أحكام نافذة لمدة تتراوح ما بين 15 و 20 سنة، بعد ثبوت ضلوعهم في قضايا الإجرام و السرقة و متابعتهم بتهم تكوين جمعيات أشرار، من دون أن تكون لأي واحد منهم علاقة بقضايا الإرهاب أو ملفات إقتصادية ثقيلة. و إستنادا إلى ذات المصادر فإن النزلاء الأربعة نفذوا عمليتهم وفق مخطط مدروس هندسوا له مسبقا، و قد فروا خارج أسوار المؤسسة العقابية المتواجدة على حافة الطريق الوطني رقم 16 في محوره الرابط بين بلديتي عنابة و الحجار، و كان ذلك في حدود الساعة الثالثة من مساء أول أمس الخميس، و هو التوقيت الذي يتزامن مع فترة الراحة التي تمنحها إدارة السجن للنزلاء من أجل قضاء بعض الدقائق خارج الزنزانات في ساحة المؤسسة، إذ و بعد انتهاء فترة الراحة تفطنت إدارة سجن " بوزعرورة " إلى اختفاء المعنيين، لتعلن إثرها حالة طوارئ قصوى عبر جوانب السجن المفتوحة، على اعتبار أن هذه المؤسسة العقابية تقع في منطقة معزولة نسبيا عن التجمعات السكنية، غير أن عمليات البحث والتحري المكثفة التي باشرتها وحدات الأمن باءت بالفشل ، فيما لم تفصح مصادرنا ما إذا كانت هناك شكوك تحوم حول حراس متورطين في العملية ، على اعتبار أن الحديث المتداول بعد هذه العملية يتمثل في سيناريو إقدام الفارين على تبليل أغطيتهم ونشرها قبل أن يرموا بها خارجا، للتحجج باستعادتها، من أجل الفرار، و هذا رغم صرامة القوانين الداخلية المتعلقة بتسيير المؤسسات العقابية في الجزائر، في الوقت الذي تحدثت فيه أطراف أخرى عن وجود طرف من خارج المؤسسة على علاقة بهذه الحادثة، لأن المساجين الأربعة قفزوا حسب السيناريو الثاني من على السور الخارجي للسجن، فوجدوا في إنتظارهم سيارة من نوع " أتوس " رمادية اللون و هذا على مستوى الطريق المحاذي للمؤسسة العقابية، و هي المركبة التي امتطوها دفعة واحدة و لاذ سائقها بالفرار إلى وجهة مجهولة بعد إنطلاقه بسرعة جنونية من أمام السجن، و عمدت مصالح الأمن و الدرك الوطني إلى تفتيش و توقيف كل سيارات " أتوس " ذات اللون الرمادي ، و ذلك منذ الساعة الرابعة من مساء أول أمس ، من دون النجاح في العثور على أي واحد من المساجين محل البحث، في الوقت الذي تتواصل فيه عمليات بحث وتحري مدققة وكذا محاصرة شديدة لمنازل الفارين والمناطق التي كانوا يلجأون إليها قبل إيداعهم رهن الحبس، مقابل فتح تحقيق معمق بشأن هذه الحادثة على مستوى المؤسسة العقابية " بوزعرورة "، و ذلك بأمر من النيابة العامة لدى مجلس قضاء عنابة، و ذلك في محاولة لتحديد مسؤولية كل طرف في حادثة فرار أربعة نزلاء دفعة واحدة من السجن، لأنها سابقة بالمؤسسات العقابية بالولاية، مع العلم أن مدير سجن" بوزعرورة " إلتحق حديثا بهذا المنصب ، إذ تم تعيينه مؤخرا على رأس إدارة هذه المؤسسة ا في إطار الحركة التي أجرتها المديرية العامة للسجون، لتبقى عملية البحث متواصلة إلى غاية مساء أمس الجمعة على مستوى بلديات ولاية عنابة و كذا بلدية القالة بالطارف دون النجاح في إكتشاف و لو واحد من النزلاء الفارين الذين لم يلتحقوا بمنازل عائلاتهم رغم فرارهم من المؤسسة العقابية.