تعيش مختلف المصالح الاستشفائية والمراكز الصحية على وقع ندرة كبيرة في لقاحات الرضع، بالرغم من الكميات الكبيرة من اللقاحات التي استوردها معهد باستور، وقام بتوزيعها على المراكز المكلفة بالقيام بعملية التلقيح في وقت سابق. وتأتي ندرة لقاحات الأطفال الرضع لدى المؤسسات الصحية العمومية، في وقت بدأت فيه العيادات الخاصة في تلقيح الرضع وبأسعار خيالية لا يستطيع ذوي الدخل الضعيف مجاراتها، بحيث يبدأ سعر اللقاح الواحد من ألف و500 دينار وحتى 2000 دينار، الأمر الذي دفع بأولياء الأطفال صغار السن، إلى التساؤل حول مصدر لقاحات العيادات الخاصة، وعلاقتها بالكميات المستوردة من طرف معهد باستور. ندرة اللقاحات الموجهة للصغار قضّت مضاجع أولياء الرضع، الذين صاروا مثل الكرة تتقاذفهم أرجل مسؤولي المراكز الصحية، بحيث اصطدموا في كل مرة بتأسف القائمين على هذه المراكز بحجة عدم توفرهم على اللقاحات على غرار المراكز الصحية لكل من الصنوبر بالحراش، والمحمدية وحي البدر بباش جراح، وهو ما زاد من مخاوف الآباء، الذين سيطر عليهم هاجس احتمال تعرض أبنائهم لأمراض خطيرة في حال استمرار ندرة اللقاحات، مثل الشلل والحصبة وغيرها من الأمراض التي تصيب الصغار. وتعليقا على مشكل ندرة اللقاحات، عبرت وزارة الصحة والسكان عن استغرابها من ندرة لقاحات الأطفال صغار السن، وأكدت على لسان السيد بلقسام، المستشار الإعلامي بالوزارة، أن معهد باستور بدالي ابراهيم، يتوفر على مخزون كاف لتغطية الحاجيات الوطنية من مختلف اللقاحات، لمدد تتراوح ما بين شهرين وثمانية أشهر، ووعد بالمناسبة الاتصال بمديرية الصحة للعاصمة ومعهد باستور للوقوف على مكمن الخلل. وأضاف المسؤول بوزارة الصحة في اتصال مع »الشروق« أن مشكلة ندرة لقاحات الأطفال صغار السن، كانت مطروحة قبل حوالي شهر ونصف، غير أن المشكلة تم تجاوزها باستيراد المعهد للمخزون الكافي، واختصر المشكلة في سوء التنسيق الحاصل بين مديرية الصحة للعاصمة ومعهد باستور باعتباره الجهة المكلفة بتوزيع اللقاحات على المديريات الصحية الولائية. وأوضح المتحدث أن مشكلة ندرة لقاحات الأطفال الصغار بدأت في ماي 2007، عندما قررت الوزارة إعادة النظر في الخريطة الصحية للبلاد، بحيث استبدلت القطاعات الصحية، وعوضتها بالمؤسسات الصحية الاستشفائية والمؤسسات الصحية الجوارية، التي أوكلت لها مهملة تلقيح الأطفال صغار السن. ولتجاوز هذه المعضلة، دعا بلقسام مديريات الصحة بالولايات إلى التقرب من معهد باستور بدالي ابراهيم بالعاصمة، وتزويده بكميات اللقاح المطلوبة، لافتا إلى أن التزوّد باللقاح يتم بصورة مجانية، وهو ما أكد عليه البرنامج الوطني الموسع للتلقيح.